"وول ستريت جورنال": خطة ترامب بشأن غزّة مجنونة وتوسّعية

لقد خاض الرئيس ترامب حملته الانتخابية على أساس تقليص دور أميركا في الخارج، ولكن منذ تولّيه منصبه، صاغ رؤية عالمية توسّعية بدلاً من الانعزالية، بدءاً من غرينلاند وصولاً إلى غزة.

0:00
  • اجتماع ترامب ونتنياهو
    اجتماع ترامب ونتنياهو

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تنشر مقالاً تتحدّث فيه عن تعهّد الرئيس الأميركي بتجنّب التورّط في الصراعات الخارجية، وتقول إنّ خطّته بشأن غرينلاند وكندا وبنما وغزّة تتعارض مع تعهّداته.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:

لقد خاض الرئيس ترامب حملته الانتخابية على أساس تقليص دور أميركا في الخارج. ولكن منذ تولّيه منصبه، صاغ رؤية عالمية توسّعية بدلاً من الانعزالية.

لقد أحدث ترامب موجات صدمة عالمية اليوم الثلاثاء عندما قال إنّ الولايات المتحدة يجب أن تتولّى السيطرة طويلة الأمد على غزة، واقترح نقل الفلسطينيين بينما تتمّ إعادة بناء الجيب إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". كتب وزير الخارجية ماركو روبيو على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ ترامب "سيجعل غزة جميلة مرة أخرى".

إنّ السيطرة على المنطقة المتنازع عليها بشدّة من شأنها أن تضع الولايات المتحدة في قلب أكثر الصراعات الدبلوماسية والأمنية تعقيداً في العالم، مما يثير احتمال أنّ ترامب يسجّل البلاد في النوع نفسه من التورّط الأجنبي الذي أخبر الناخبين أنه سيتجنّبه. ولم يستبعد ترامب إرسال قوات أميركية إلى غزة لتحقيق أهدافه.

وقال مسؤولان في إدارة ترامب إنّ فكرة الاستيلاء على غزة تشكّلت مؤخّراً، حيث أدارها الرئيس من قبل مساعدين له وحلفائه في الأيام الأخيرة. 

لقد أذهل اقتراح ترامب حتى بعض أشدّ مؤيّديه حماسة ونفوذاً في المجتمع اليهودي. فقد وصف أحد جامعي التبرّعات الموالين لـ "إسرائيل" منذ فترة طويلة، والذي جمع الأموال للرئيس لسنوات، الفكرة بأنها "مجنونة" وتساءل كيف يمكن تنفيذها، مشيراً إلى أنّ هذا النوع من السياسة من المرجّح أن يستغرق أكثر من عام لإكماله مع وجود العديد من المتغيّرات غير المعروفة بحيث لا يمكن القيام بها بسلاسة.

يبدو أنّ ترامب واثق من أنّ فوزه المريح في تشرين الثاني/نوفمبر يوفّر الغطاء السياسي للتصرّفات الغرائزية. لقد وضع بالفعل نصب عينيه الاستحواذ على غرينلاند ذات الأهمية الاستراتيجية، وأثار معركة لاستعادة السيطرة على قناة بنما، وقال إنّ كندا يجب أن تصبح الولاية رقم 51.

كما يُظهر اقتراح ترامب بشأن غزة أنّ الرئيس يعتمد على تاريخه الطويل كرجل أعمال ومطوّر عقارات، وينظر إلى العالم باعتباره لوحة لتوسيع نفوذ أميركا وتعزيز إرثه. 

لقد حيّرت بعضَ الدبلوماسيين المخضرمين خططُ ترامب لغزة. قال دان شابيرو، السفير الأميركي في "إسرائيل" أثناء إدارة أوباما: "إنه ليس اقتراحاً جاداً. وإذا تمّ تنفيذه، فسوف يستلزم تكلفة هائلة بالدولار والقوات الأميركية، من دون دعم من الشركاء الإقليميين الرئيسيين".

لقد ظهرت لمحات من تفكير ترامب بشأن غزة في العلن وفي السر. قال ترامب للصحافيّين في 20 كانون الثاني/يناير، بعد أداء اليمين: "غزة مثيرة للاهتمام، إنها موقع رائع، على البحر، ولديها طقس جميل، كلّ شيء جيد هناك. يمكن تنفيذ بعض الأشياء الجميلة". سأله أحد المراسلين عمّا إذا كان سيساعد في إعادة البناء. قال ترامب: "ربما".

في أواخر الصيف، أخبر ترامب نتنياهو في مكالمة هاتفية أنّ قطاع غزة هو قطعة عقارية رئيسية وطلب منه التفكير في أنواع الفنادق التي يمكن بناؤها هناك، وفقاً لشخص لديه معرفة مباشرة بالمحادثة. لكنه لم يذكر استيلاء الولايات المتحدة عليها.

في كثير من الأحيان، يتحدّث ترامب عن السياسة الخارجية من منظور العقارات. قال ترامب للمانحين في حملة لجمع التبرّعات في نيويورك الصيف الماضي، وفقاً لتسجيل صوتي لتصريحاته استعرضته صحيفة "وول ستريت جورنال": "لقد فعلت ذلك بشأن مرتفعات الجولان. كما تعلمون، فإنّ هذه القطعة تساوي 2 تريليون دولار، إذا وضعتها في مصطلحات العقارات. لكنها تساوي أكثر من ذلك".

نقلته إلى العربية: بتول دياب

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.