المنشورات التي تلقيها "إسرائيل" على غزة.. ماذا تتضمن؟

تتضمّن المنشورات التي تلقيها "إسرائيل" على غزة تحذيرات صريحة وتهديدات ودعوات للانقلاب على حماس والتعاون مع "إسرائيل".

0:00
  • المنشورات التي تلقيها
    المنشورات التي تلقيها "إسرائيل" فوق غزّة تحرّض الفلسطينيين على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وتدعو إلى التعامل مع الاحتلال

موقع "Drop Site" ينشر تقريراً استعرض فيه محتوى المنشورات التي تلقيها "إسرائيل" فوق غزّة. 

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:

قبل أقلّ من أسبوعين من تنصيبه، كرّر الرئيس المنتخب دونالد ترامب تحذيره من أنّ "الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط" إذا لم تتمّ إعادة الأسرى الذين تحتجزهم حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزة قبل أن يؤدّي ترامب اليمين الدستورية. وأضاف أنّ الفشل في القيام بذلك "لن يكون جيداً لحماس، ولن يكون جيداً، بصراحة، لأيّ شخص آخر". لم يوضح ترامب ما يهدّد به بالضبط، لكنّ العديد من مرشّحيه لمناصب وزارية رئيسية وسفير الولايات المتحدة في "إسرائيل" من دعاة حرب الإبادة الشاملة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وقال بعضهم إنه لا يوجد شيء اسمه فلسطين.

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، اجتمع وسطاء دوليّون من مصر وقطر مع حماس والولايات المتحدة ومسؤولين إسرائيليين في محاولة للتوصّل إلى شكل من أشكال الاتفاق على تبادل الأسرى ووقف الهجمات الإسرائيلية على غزة. وفي حين اتهمت الولايات المتحدة و"إسرائيل" حماس بعرقلة الاتفاق، هناك نمط موثّق جيداً على مدار عام من قيام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدور المخرّب المركزيّ لوقف إطلاق النار.

مع استمرار الجهود الدبلوماسية، تواصل "إسرائيل" قصف غزة. وإلى جانب الصواريخ والقنابل التي تمطرها "إسرائيل" من الجوّ، فإنها تسقط أيضاً آلاف المنشورات على الفلسطينيين في غزة في حملة متصاعدة من الحرب النفسية.

استعرض موقع "Drop Site" بعض هذه المنشورات لفحص حملة الدعاية الإسرائيلية المستمرة وسط هجومها الإبادي المستمرّ.

إنّ "الجيش" الإسرائيلي يكثّف حملته الدعائية والحرب النفسية ضدّ الفلسطينيين في غزة، ويوسّع نطاق إسقاطه للمنشورات عبر القطاع. والرسائل في الغالب عبارة عن تحذيرات أو تهديدات أو نداءات فظّة للانقلاب ضدّ حماس والإبلاغ عن أعضائها وتشجيع السكان المحليّين على التعاون مع "إسرائيل".

هذه الممارسة ليست جديدة، فقد ألقت "إسرائيل" منشورات فوق غزة في حروب سابقة، ولكن في خضمّ هجوم إبادة جماعيّ مستمرّ امتدّ حتى عام 2025، كانت هناك زيادة حديثة في المنشورات التي يتمّ نشرها عبر طائرات من دون طيّار أو طائرات رباعيّة المراوح فوق ما يسمّى بالمنطقة الآمنة الإنسانية في وسط غزة وخان يونس على مدى الأسابيع القليلة الماضية، فيما يبدو أنه جهد متزايد لتأجيج الغضب الشعبي ضد حماس وزرع المزيد من الفوضى.

إليك بعض الأمثلة:

في كانون الثاني/يناير، ألقت طائرات إسرائيلية كانت تحلّق فوق خان يونس منشورات تحمل رسالة مفادها: "حماس دمّرت غزة. حان دورك لإعادة بنائها" إلى جانب صورة لدخان يتصاعد فوق منطقة مدمّرة.

  • المنشورات التي تلقيها
    منشورات إسرائيلية جاء فيها: "حماس دمّرت غزة. حان دورك لإعادة بنائها"

وفي الأسابيع الأخيرة، ألقت "إسرائيل" منشورات فوق عدد من البلدات، بما في ذلك المغازي وبيت حانون وخان يونس، تحمل تعبيراً اصطلاحياً باللغة العربية مفاده "من لا يستطيع مواجهة القوي، يضرب الضعيف"، إلى جانب صورة لأعضاء حماس وهم يضربون المدنيّين المقيّدين والمغطّين.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تم إلقاء منشورات مماثلة تحمل صور العديد من أعضاء حماس المزعومين على دير البلح وخان يونس، وهُدّد السكان بأنه إذا ظلّ الرجال طلقاء، فسوف يتمّ تدمير أحيائهم ومستقبلهم.

  • منشورات إسرائيلية تظهر صور العديد من أعضاء حماس المزعومين، وتهدد السكان بأنه إذا ظل الرجال طلقاء، فسوف يتم تدمير أحيائهم ومستقبلهم.
    منشورات إسرائيلية تظهر صور العديد من أعضاء حماس المزعومين، وتهدّد السكان بأنه إذا ظلّ الرجال طلقاء، فسوف يتمّ تدمير أحيائهم ومستقبلهم.

في مدينة حمد بخان يونس، التقط الناس في تموز/يوليو منشورات تستشهد بحديث للنبي محمد. جاء فيها: "غزة فوق الأرض وغزة تحت الأرض. يا أهل غزة فوق الأرض بشكل عام وأهل خان يونس بشكل خاص: إلى متى ستخاطرون بحياتكم وحياة أطفالكم وعيونكم وتضعون أنفسكم في أيدي ظالمي حماس الذين أضلوكم وخدعوكم؟ وبينما يعيش قادة حماس حياة مرفّهة بعيداً عن خان يونس المدمّرة، يعاني أهل غزة تحت وطأة المشقّة ويعانون من الفقر المدقع والجوع. أين أنتم يا مقاتلي كتائب القسام؟ بينما تتظاهرون بالبطولة على الأرض، تختبئون في الأنفاق تحت الأرض..".

وأضافت: "يا أهل خان يونس خذوا مصيركم بأيديكم وعيّنوا إماماً عادلاً أميناً ينقذ غزة من الضباع ويضع مصالحكم ومصالح أبنائكم أمام أعينكم. الكلّ يعلم أنّ حماس فقدت شرعيّتها وضحّت بمصير ومستقبل أهل غزة. وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أيّ الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حقّ عند سلطان جائر".

  • منشورات إسرائيلية تستشهد بحديث للنبي محمد
    منشورات إسرائيلية تستشهد بحديث للنبي محمد

لقد استمرّت حملة الحرب النفسية لعدة أشهر. ففي نيسان/أبريل، وأيار/مايو، ألقت القوات العسكرية الإسرائيلية منشورات فوق خان يونس ودير البلح تحمل أسماء وصور الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، محذرةً السكان من أنه إذا كانوا يريدون حماية "عائلاتهم ومستقبلهم" فعليهم أن يقدّموا معلومات عن مكان الأسرى أو من يحتجزهم.

  • منشورات تحمل أسماء وصور الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وتدعو الفلسطينيين إلى تقديم معلومات عن مكان الأسرى أو من يحتجزهم
    منشورات تحمل أسماء وصور الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وتدعو الفلسطينيين إلى تقديم معلومات عن مكان الأسرى أو من يحتجزهم

وفي ظلّ الحصار الخانق الذي أدى إلى انتشار المجاعة والجوع على نطاق واسع، أصبحت السلع الأساسية سلعاً ثمينة، بما في ذلك سلع مثل السجائر. في نيسان/أبريل، ألقت "إسرائيل" علب سجائر فوق غزة تحمل منشورات تقول: "التدخين خطير، لكن حماس أكثر خطورة"، مع رقم هاتف إسرائيلي للاتصال به.

  • منشور إسرائيلي يقول:  التدخين خطير، لكن حماس أكثر خطورة
    منشور إسرائيلي يقول: التدخين خطير، لكن حماس أكثر خطورة

كما أنتجت "إسرائيل" صحفاً على غرار الصحف الشعبية التي ألقتها في أنحاء غزة. كان عنوان إحدى الصحف "الواقع" مع العنوان الرئيسي: "انتبه: هذه الصحيفة هي المكان الذي تقرأ فيه الحقيقة فقط". وقد تمّ لصق وجه السنوار إلى جوار صور لحزم من النقود مع شعار: "هل مستقبل أطفال السنوار أكثر أهمية من مستقبلك؟". وتضمّنت أيضاً إعلانات تقول: "يمكنك المساعدة في تحقيق وقف إطلاق النار والحفاظ على الحياة. هل رأيت أيّاً من الرهائن؟" مع رقم هاتف للاتصال.

  • صحيفة
    صحيفة "الواقع" الإسرائيلية التي ألقتها في غزّة لتحريض الفلسطينيين على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية

وقال وسيم عفيفة، وهو صحافي ومحلل سياسي في غزة، إنّه "يتمّ تحريض الناس على معارضة المقاومة وكرهها"، مضيفاً: "تسيطر إسرائيل على مليوني رهينة في غزة. ونتيجة لذلك، يبدو من السهل ابتزاز الناس وإثارة الصراع بينهم. نظراً لأنهم أضعف أعضاء المجتمع، فإنهم يستهدفونهم مثل العصابة ويبتزّونهم".

وقال الدكتور إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام في غزة، إنّ المنشورات تهدف إلى تأكّل الثقة في السلطات المدنية في غزة. وأضاف أنّ "الإسرائيليين يسعون من خلال هذه الأساليب الدعائية الرخيصة إلى صرف الأنظار عن جرائمهم وانتهاكاتهم اليومية لحقوق الشعب الفلسطيني والتغطية على فشلهم الأمني"، وحثّ الفلسطينيين على مقاومة الدعاية الإسرائيلية.

نقلته إلى العربية: بتول دياب