"وسكتت عن الكلام المباح" المرأة ضحية صامتة

المخرج والسيناريست والممثل عصام بوخالد في مسرحية جديدة بعنوان: "وسكتت عن الكلام المباح التي "افتتحت على خشبة مسرح: دوار الشمس، يدير 3 ممثلين.

  • الزوجان عصام بوخالد وبرناديت حديب، في محاولة تحليق
    الزوجان عصام بوخالد وبرناديت حديب، في محاولة تحليق

المرأة هي العنوان الكبير للمسرحية الجديدة: "وسكتت عن الكلام المباح"، لـ عصام بو خالد متعاوناً مع سرمد لويس، التي افتتحت عروضها مساء الأربعاء في 29 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري على مسرح دوار الشمس – بيروت، وسط حضور ملأ الصالة استناداً إلى تميّز أعمال المخرج والكاتب والممثل السابقة، مع إضافة روح مختلفة تضفيها الممثلة المتمكنة من أدواتها وحضورها برناديت حديب - زوجته -– كلمّا تعاونا سوياً.

  • برناديت جسد صامت معلق بالمقلوب
    برناديت جسد صامت معلق بالمقلوب

المخرج نفسه يلعب دور الزوج في المسرحية، ولمرة جديدة يقدّم زوجته في شخصية إمرأة ميتة بعد: magma، لكنها بعيون مفتوحة أو مغمضة تتمتع بكاريزما قوية ومؤثرة تستدعي المباركة كلما جسدت شخصية مركبة، ومساحة التعبير في العمل الجديد أقرب إلى امتحان مهني لها فمن خلال وجه صامت بلا تعابير أو رد فعل، إلى عينين مغمضتين فمفتوحتين، إلى كلام  وصراخ من دون صوت، مع جسد خشبي، عبرت الممثلة بسلام إلى حواسنا مقنعة ودودة شعرنا بحرارة وعمق أزمتها.

  • يحاول حملها على كتفيه
    يحاول حملها على كتفيه

هي إمرأة ممددة جثة هامدة أمام طبيب – شربل عون – يحاول معرفة بعض المعلومات عنها من زوجها – عصام – الذي وبعد مراوغة إعترف بأنه يضربها بقسوة وذلك من أجلها وحفاظاً عليها، رغم صدمته من عدم معرفة سبب وفاتها وآثار حادث ما على جمجمتها والجروح والكسور الواضحة عليها، ورغم غيابها الكامل عما حولها توقظها مصيبتها لكنها وهي مفتوحة العينين لا ترى، ومفتوحة الفم تتكلم وتصرخ لكن لا صوت، إنها معالم الضحية المثالية الصامتة.

  • خماسي المسرحية وتحية الختام وسط تصفيق لم ينقطع
    خماسي المسرحية وتحية الختام

إن عندها الكثير لتقوله عن سوء معاملة زوجها هذا الذي غرق عدة مرات في نوبات بكاء أمام الطبيب ومساعده – علي بليبل – وما رافق محاولات المعالج بالموسيقى – أحمد الخطيب - لحالتها ومحاولة الزوج الذود عنها وإبعاد أيادي الرجال عنها، بينما يداه تتطاولان عليها دون رادع، ورغم كل ماحصل لها ومعها لم يرتفع صوتها إلى المدى الذي يصل إلى أحد، نعم ظلت صامتة تدفن معها كل المعاناة والألم، خصوصاً وأن تركيبة المسرحية إمرأة واحدة بين 3 رجال.

خرجنا من العرض حاملين انكسار المرأة في تعابير أوصلت نماذج حاضرة من النساء في الواقع، بينما هيمنة الرجل وسطوته والمتاح له من الممارسات والأفعال تقر بأخطائه ولا مبرر إطلاقاً لتغطيتها أو إخفائها. ووجدنا في حملة وزر الشخصيات على الخشبة إحترافية وإقناعاً ووفاء لأدق التفاصيل.

اخترنا لك