أستراليا: عريضة دفاعاً عن العازفة الداعمة لفلسطين كيلي غرين

أكثر من 2000 شخص عامل في المجال الموسيقي يوقّعون عريضة دعماً لعازفة الجاز، كيلي غرين، الفائزة بجائزة عن مقطوعة "من النهر إلى البحر" وعبّرت سابقاً عن موقفها المؤيد لفلسطين.

  • الفائزة بجائزة QMA لعام 2025 كيلي غرين (دارسي غوس ميديا)
    الفائزة بجائزة QMA لعام 2025 كيلي غرين (دارسي غوس ميديا)

وقّع أكثر من 2000 شخص من العاملين في قطاع الموسيقى على عريضة لدعم عازفة الجاز والمؤلفة الموسيقية، كيلي غرين، التي أثارت مشاركتها الفائزة بعنوان "من النهر إلى البحر" في جوائز الموسيقى في كوينزلاند لعام 2025، جدلاً كبيراً أدى إلى سحب مجلس مدينة بريزبن تمويله السنوي للفعّالية.

عازف البيانو الأسترالي، جايسون غيلهام، الذي يخوض معركة قانونية ضدّ أوركسترا ملبورن السيمفونية، أصدر بدوره بياناً يوم الاثنين أدان فيه ما حدث مع غرين، واعتبره مثالاً مقلقاً آخر على قمع حرية التعبير السياسي للفنانين في أستراليا.

وتعرّضت غرين لانتقادات بعد فوزها الأسبوع الماضي في حفل توزيع الجوائز، على خلفيّة مواقفها السياسية تجاه ما يجري ضد سكان قطاع غزة، حيث ألقت خطاباً اتهمت فيه الحكومة الأسترالية بالتواطؤ في جرائم حرب "من خلال السماح بتصدير الأسلحة وأجزائها إلى إسرائيل لقتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء"، واختتمت خطابها بعبارة: "من النهر إلى البحر، ستتحرّر فلسطين".

غرين، المقيمة في بريزبن وتعمل مدرّسة في مدرسة بريجيدين كوليدج، وهي مدرسة كاثوليكية خاصة للفتيات في إندوروبلي، لم تصدر أيّ تعليق علني على خطابها أو على قرار مغادرتها المدرسة حتى الآن.

ورفض كل من فرع كوينزلاند لنقابة التعليم المستقلة والمدرسة الإدلاء بأيّ تعليق يوم الاثنين. وأصدر مدير المدرسة، بريندان كاهيل، بياناً لأهالي الطالبات الأسبوع الماضي أوضح فيه أن غرين وافقت على أخذ إجازة من عملها، وأكدت له أنها لم تُدلِ بأي تصريحات سياسية أمام الطالبات. كما أشار إلى أنّ المدرسة تواصلت مع المجلس اليهودي في كوينزلاند، وأنها تحقّق في "التسجيلات الموسيقية الشخصية" الخاصة بغرين.

وفي خطوة تصعيدية، أعلن عمدة بريزبن، أدريان شرينر، سحب تمويل المجلس البالغ 25,000 دولار أسترالي المخصص للجوائز، وقال في بيانه: "يجب أن تكون الموسيقى قوة إيجابية توحّد الناس، لا تفرّقهم".

وتجري حالياً مراجعة تمويل إضافي سنوي بقيمة 450,000 دولار مقدّم من الحكومة إلى الجهة المنظّمة للجوائز، QMusic، حيث طالب وزير الفنون في الولاية، جون بول لانغ بروك، بتفسير حول كيفية السماح بتحوّل الفعّالية إلى "منصة لتعليقات مثيرة للانقسام".

وقال لانغ بروك: "سأراجع عملية التحكيم ومعايير الأهلية الحالية، والتصريحات التي أدلي بها خلال الحفل".

العريضة التي أطلقها الموسيقي التايواني- الأسترالي مات هسو، مؤسس أوركسترا أوبسكيور في بريزبن، انتقدت تصريحات عمدة مدينة بريزبن، أدريان شرينر، ووصفتها بأنها "تحريضية" و"لا أساس لها"، كما وجّهت انتقاداً لتصريح ستيوارت الذي قال فيه إن الجوائز الموسيقية "يجب ألا تكون منصة للجدل السياسي".

وقال هسو لصحيفة "الغارديان" إنّ QMusic تستخدم مبدأ الحياد كذريعة لقمع حرية التعبير لدى الفنانين، مضيفاً "كان من الأجدر بـ QMusic أن تتخذ موقفاً أقوى دعماً للفنانين".

وفي رسالة إلكترونية وجّهها ستيوارت إلى هسو يوم الاثنين، قال إنه سيجتمع مع مجلس إدارة المنظّمة لمناقشة القضية. 

من جهته، قال جايسون غيلهام غيلهام الذي يقاضي أوركسترا ملبورن بعد أن ألغت إحدى حفلاته في إثر تعبيره العلني على المسرح عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في آب/أغسطس 2024، قال يوم الاثنين إنه يشعر بقلق عميق من الضغوط المتزايدة على المؤسسات الثقافية لإسكات الفنانين الذين يعبّرون عن دعمهم لفلسطين.

وأضاف: "قرار العمدة أدريان شرينر بسحب تمويل المجلس لجوائز الموسيقى في كوينزلاند بعد خطاب كيلي غرين – الذي تحدّثت فيه عن معاناة المدنيين الفلسطينيين ودعت إلى الاحتجاج السلمي – هو مثال آخر على هذا الاتجاه المقلق".

وتابع: "محاولات تصنيف مثل هذه التصريحات على أنها (خطاب كراهية) لقمع التعبير السياسي ليست فقط مدمّرة للفنانين الأفراد، بل تهدّد أيضاً صحة ونزاهة مؤسساتنا الثقافية والخطاب العامّ".

وختم قائلاً: "في هذا الوقت بالذات، علينا أن نتمسّك بمبادئ حرية الفن، والحوار المفتوح، والحقّ في التعبير عن الظلم – ولا سيما في المجال الفني".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك