سامر المجالي يقرأ في أسرار الكتابة وتشكل البنية السردية
توقف المؤلف عند أثر الحكاية الشفاهية في تشكيل الخيال، مُستعيداً دور الجدات والأمهات "كروائيات بالفطرة"، قادرات على صناعة الحكايات وتحريك الشخصيات، وهو ما يعتبره المجالي مرجعية أولى للكاتب السردي.
يطرح كتاب "الكائن الروائي.. أسراره وبنيته"، للكاتب سامر المجالي، الصادر حديثاً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، مقاربة ثقافية تتناول عالم الرواية من زوايا متعددة، تجمع بين التحليل النقدي وتأملات الكاتب في بنية الحكاية، ووظائف السرد، والهاجس الإنساني في الكتابة والقراءة.
وينقسم الكتاب إلى قسمين، يتناول الأول مفاهيم روائية مثل العتبات النصية، وتمرد الحدث، وأسئلة الذكاء الاصطناعي في كتابة الرواية. كما يتوقف عند قضايا الهوية والسرد، ويطرح رؤى حول روائيين مثل يوسا ويالوم، إضافة إلى إشارات ثقافية متنوعة من واقع التجربة القرائية.
أما القسم الثاني، فيقدم قراءات تحليلية لـ 15 رواية لكاتبات وكتّاب من أنحاء العالم، تمثّل أنماطاً سردية متنوعة من التاريخي إلى الواقعي والخيال العلمي، مع التركيز على الحضور الأنثوي في السرد، بوصف الرواية "فناً أنثوياً بامتياز"، بحسب وصف الكاتب.
ويرى المجالي أن السرد لا يمنح فقط المعنى للحياة، بل يفتح أبواب الفضول بوصفه "سمة العبقرية الإنسانية"، وأن الحكاية كانت دوماً وسيلة لحماية المعنى من الفناء، وتوسيع أفق الإنسان خارج الواقع المأزوم.
كما يتوقف المؤلف عند أثر الحكاية الشفاهية في تشكيل الخيال، مُستعيداً دور الجدات والأمهات "كروائيات بالفطرة"، قادرات على صناعة الحكايات وتحريك الشخصيات، وهو ما يعتبره المجالي مرجعية أولى للكاتب السردي.
وفي تناوله للرواية التاريخية، يرى المجالي أن معيار الجدوى يكمن في راهنيتها، ومدى قدرتها على أن تظل متصلة بالإنسان المعاصر ومشاغله، سائلًا إن كانت الرواية التاريخية التي تفشل في تحقيق هذا الارتباط تُعد ناقصة في مهمتها الجمالية والفكرية.
                    