فلسطينيون يقاومون بالفن للحفاظ على ثقافة بلادهم

تشكيليون فلسطينيون يتوسلون الفن للدفاع عن بلدهم وشعبهم وتراثهم. تعالوا نتعرف إلى عدد منهم.

في ظل الاحتلال والعدوان المستمر على فلسطين، نشأت مجموعات من الفنانين التشكيليين، وبرز فنانون كثر من دون سابق تخطيط، دافعهم واقع بلادهم المأسوي، وما يتعرض له شعب فلسطين من قهر، وعدوان، فلم يترك وسيلة للمقاومة، ومنها الفن الذي شكل حاضنة للتراث الفلسطيني، يكرسه، ويحييه رغم محاولات الاحتلال محوه.

الفنانون الفلسطينيون كثر، وهؤلاء بعض منهم:

ماهر ناجي

  • تجسّد أعمال ماهر ناجي تاريخ ومعاناة الشعب الفلسطيني وهويته التراثية
    تجسّد أعمال ماهر ناجي تاريخ ومعاناة الشعب الفلسطيني وهويته التراثية

تجسّد أعماله تاريخ ومعاناة الشعب الفلسطيني وهويته التراثية. يهدف فنه الحفاظ على التراث الفلسطيني في خضم الحصار والعدوان الإستيطاني المستمر. 

تحمل لوحاته مشاهد المسجد الأقصى، وقطاف الزيتون، والأم تحمل طفلها عائدةً من الحصاد، وعائلة تتناول العشاء على الأرض، ونقل الجنى، وسواها من تراثيات فلسطينية. ركز فنه على معاناة غزة. ناجي من مواليد عام 1963 في مخيم جباليا للاجئين في غزة. فرّت عائلته من قرية الصوافير الشمالية قبل ولادته، وعندما تخرج، غادر إلى روسيا عام 1983 للانضمام إلى أكاديمية بارون ستيغليتز للفنون في سان بطرسبرغ.

خلال إقامته في روسيا، شارك في العديد من المعارض، ومنذ عودته إلى غزة 1994، واصل عمله كفنان، وظلّ تحت الحصار منذ عام 2007 لمدة طويلة. 

له أعمال معروضة في متحف فلسطين في وودبريدج بولاية ميشيغان الأمريكية، والتي يتم عرضها تحت شعار "ليكن الفن والحب لغتنا المشتركة".

كثيراً ما عاد إلى طفولته وحكايات الأهل عن بلده، خصوصاً مرحلة ما قبل نكبة 1948، يستلهم منها عناصر أعماله الفنية. يمزج عراقة الفن الروسي بموضوعات فلسطينية. 

له مجموعة أعمال خاصة بالأثواب الفلسطينية، وهي 12 لوحة موزعة على القدس، والخليل، ونابلس، والجليل، والناصرة، ويافا، وبلدة السوافير، والقرى المجاورة، ورام الله، وثوبان لبيت لحم ، وبيرزيت، وهي بنفس المقاس، مشغولة بمادة الأكريليك على كنفا.

إيرينا ناجي

  • أبهرت جماليات التراث الفلسطيني الفنانة ناجي
    أبهرت جماليات التراث الفلسطيني الفنانة إيرينا ناجي

فنانة فلسطينية الانتماء والهوية الفنية من أصل روسي. بعد إنهاء دراستها الثانوية، التحقت بأكاديمية الفنون التطبيقية في مدينة سان بطرسبورغ، وارتبطت بزوجها الفنان ماهر ناجي الذي كان زميل دراستها، وعادت معه الى فلسطين عام 1994. 

أعمالها صفحات من حياتها في غزة، ولوحاتها معروضة في متحف فلسطين في الولايات المتحدة. عملت وعاشت مع زوجها في مخيم جباليا لفترة من الوقت ثم تنقلت بين غزة وأوروبا.

أبهرت جماليات التراث الفلسطيني الفنانة ناجي، وأخذت على عاتقها إعادة طرح الموروث الثقافي الفلسطيني بصورة وتقنيات جديدة، وشاركت في العديد من الفعاليات والمعارض الفنية داخل فلسطين وخارجها، وتوجد لها الكثير من الأعمال والمقتنيات داخل الأراضي المحتلة وخارجها.

أعمالها مزاوجة بين روحيّة التراث الفلسطيني ونفحات الرومنسيّة الروسية، تجسّد مشاهد فلسطين، ومواقعها، وطبيعتها، وحياتها، وما تتعرض له من أحداث، لكنها تحافظ على روحيّة فنية خياليّة، حالمة، يمكن تلمّس خصوصيتها في الألوان الزاهية الشفافة، بألوان انطباعية، وزرقة حالمة لا تغيب عن الأعمال. 

نبيل عناني 

  • نبيل عناني
    نبيل عناني

فنان تشكيلي ونحّات فلسطيني مواليد عام 1943 في حلحول الخليل، يحمل الماجستير في الفنون من جامعة القدس، وعضو مؤسس لرابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في الضفة والقطاع.

منذ عام 1984 وحتى العام 2003، شارك في برامج عديدة في الجمعيات واللجان العاملة على حفظ التراث الفلسطيني، منها برنامج تطوير الحرف اليدوية الفلسطينية في جامعة بيرزيت، ولجنة الأبحاث والتراث الشعبي الفلسطيني في جمعية إنعاش الأسرة، وجماعة التجريب والإبداع – القدس، وانتُدِب رئيساً لرابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فـي الضفـة والقطاع، وشارك في كتاب "الأزياء الشعبية الفلسطينية"، و"دليل فن التطريز الفلسطيني".

أقام العديد من المعارض الفردية منذ عام 1972 منها في قاعة جمعية الشبان المسيحية، وقاعة الحكواتي في القدس، وغاليري قناديل في القدس، والهلال الأحمر في جنين، ونادي المدينة في نابلس، وقرية الفنون والحرف في غزة، وقاعة النادي الأرثوذكسي في رام الله، وأقام معرضين متتاليين في مركز خليل السكاكيني في رام الله، بعنوان "ناس وكراسي"، وحبر على ورق" عامي 2001 و2003.  

بين عامي 1975 و1998 شارك العناني في معظم المعارض التشاركية المحلية، وأخرى في لندن، وأميركا، والدنمارك، واليابان، ومصر، والأردن، ولبنان، وتونس، والشارقة، واسبانيا، وروسيا، والنرويج، والنمسا، وكندا، وقطر، وإيطاليا، وبلجيكا.

كرّس عناني حياته لفن النحت والرسم، متّبعاً مبدأ أنّ الفن يستمد قوته من بيئته، ومركّزاً ألا يكون الفنان معزولاً عن قضايا مجتمعه وشعبه وأمته. له أسلوب خاص يكتنز نزعات تعبيرية رمزية، وميولاً انطباعية، واستخدم ألواناً من البيئة المحليّة كالشاي، والحنّاء، والأصباغ المحلية، والقش وسواها، واستلهم التراث الفلسطيني الغني مادة أعماله.

وائل ربيع

  • لوحة
    لوحة "المدينة المسحورة" لوائل ربيع

من مواليد 1970 في مخيم الأمعري في الضفة الغربية، لكنه من بلدة "لِفتا" التابعة لقرى القدس، وهي قرية أزالها الاحتلال عام 1948. 

ظهرت موهبته في الرسم وهو طفل، وكان تلميذاً في مدرسة "وكالة الغوث" في مخيم الأمعري، وكان يرسم وهو لما يزل طفلاً، على جدران المخيم، فأثار إعجاب المواطنين، مما شجّعه على الاستمرار، وصقل موهبته. وبعد أن جمع كمية من الاعمال، تبادلها مع أصدقاء عبر صفحات التواصل، ثم أقام عدة معارض فنية معتمداً على تجربته الشخصية، والتزم فيها بالمدرسة الواقعية التعبيرية لأنها أقرب إلى الفهم، والتأثير في الجمهور.

يعتقد ربيع أن الفن ضرورة خصوصاً في المجتمعات المعرضة للاضطهاد والاحتلال، وهو سلاح مقاوم وليس مجرد ترف وترفيه أو مهنة.

رشّحته اللجنة المنظمة لمسابقة أفضل فنان تشكيلي عربي في العالم لعام 2019، من خلال عمله "المدينة المسحورة" المستوحاة من مقطوعة تشايكوفسكي الكلاسيكية "بحيرة البجع"، والمسابقة نظمتها المجموعة العربية العالمية في ملتقى لندن الدولي للفن التشكيلي، لكن المسابقة توقفت بسبب جائحة "كورونا".

بنظره، "المدينة المسحورة" لفت نظر إلى القدس وما يصيبها من قهر وعدوان من قبل الاحتلال. 

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك