مسرحية "جبرا" الفلسطينية.. أفضل عمل في "مهرجان تورينو الدولي للمونودراما"

المونودراما الفلسطينية "جبرا" تحصد جائزتين ضمن فعّاليات الدورة الأولى من "مهرجان تورينو الدولي للمونودراما" في إيطاليا.

حصلت المونودراما الفلسطينية "جبرا" من إنتاج مسرح عناد في بيت جالا، على جائزتين من بين جوائز "مهرجان تورينو الدولي للمونودراما" الذي أقيمت دورته الأولى في إيطاليا في الفترة من 17 إلى 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وحصل العمل المسرحي المنفرد، على جائزة أفضل عمل مسرحي في المهرجان، إضافة إلى جائزة أفضل ممثّل للفنان خالد المصو، الذي أعدّ نصّ مونودراما "جبرا" بالاشتراك مع طارق السيد وإميل سابا، مُخرج العمل، وهي مستوحاة من رواية جبرا إبراهيم جبرا السيريّة، "البئر الأولى"، وتناولت ما ذكره عن فترة وجوده في فلسطين قبل النكبة.

وكشفت المسرحية أن القدر لم يمهل الروائي والمترجم والأكاديمي والناقد والفنان الفلسطيني، جبرا إبراهيم جبرا، لتحقيق العودة المتوافق عليها إلى فلسطين، في إثر توقيع اتفاقيات أوسلو بين منظّمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل"، إذ رحل في العام 1994، بعد أن أُضيف اسمه على قوائم المرشّحين للعودة.

وتميّز المصو، الذي أعدّ دراماتورجيا العرض أيضاً، بتجسيد شخصيّات في محيط الروائي الفلسطيني الذي عاش منذ ما بعد النكبة في العراق، وكان من العلامات الثقافية البارزة في تاريخه الحديث، ومن بين تلك الشخصيات: والدته، ووالده، وجدّته، وأستاذه في المدرسة، وجسّدها من دون مبالغة أو إقحام، وبطريقة متميّزة لم تخلُ من بعض الكوميديا على الهامش، مقدّماً إطلالة مجتمعية وتاريخية وثقافية على تلك الحقبة الزمنية في فلسطين، أي فترة الاستعمار البريطاني، وتحديداً في الفترة التي كان فيها جبرا ما بين سن الخامسة والتاسعة.

كما قدّم العمل جبرا في مراحل عمرية مختلفة، مُركّزاً على طفولته التي قضاها في فلسطين، وتحديداً في مسقط رأسه في بيت لحم، وحكاياته المتشعّبة فيها، خاصة يوميّات الفقر المدقع الذي عاشته أسرته، وهو ما انعكس في مشهد بيع حذائه الجديد الذي كان هدية له، لسدّ متطلّبات أساسية للعائلة، التي انتقلت للعيش في القدس، لمنحه فرصة إكمال دراسته.

وكرّمت إدارة المهرجان الفنان الإماراتي، عبد الله راشد، بدرع شخصيّة العام المسرحية؛ حيث تمّ تكريمه في حفل الافتتاح المقام في مركز كافي موليير الثقافي في قلب مدينة تورينو.

و"مهرجان تورينو الدولي للمونودراما" مهرجان مخصص لدول حوض البحر الأبيض المتوسط ​​والخليج، وينظّمه "المركز الوطني لإنتاج الأفلام الزرقاء" في نيس، و"مؤسسة بيمونتي دال فيفو"، تحت الإدارة الفنية لباربرا بيرتين.

وقدّم المهرجان 7 عروض مسرحية تنافست على جوائزه، وشملت أعمالاً من إيطاليا والإمارات وعمان وتونس وفرنسا والأردن وفلسطين.