البرازيل تختبر أول محطة كهرباء في العالم تعمل بـ"االإيثانول"

تشتهر البرازيل بكونها من أكبر منتجي "الإيثانول" المستخرج من قصب السكر، حيث تعمل معظم السيارات الجديدة في البلاد بأنظمة وقود مزدوجة، تتيح استخدامها لمزيج من البنزين والإيثانول بأيّ نسبة.

  • "الإيثانول"

تشهد البرازيل حالياً اختبارات لاعتماد أول محطة في العالم لتوليد الكهرباء باستخدام "الإيثانول"، في خطوة تمثّل تحوّلاً بارزاً في قطاع الطاقة المستدامة.

وتتعاون مجموعة التكنولوجيا الفنلندية "وارتسيلا" مع شركة الطاقة البرازيلية "إنرجيتيكا سوابي" لاستكشاف إمكانيات استخدام "الإيثانول" في إنتاج الكهرباء على نطاق واسع.

وتُجرى الاختبارات حالياً في محطة "سوابي 2" في مدينة ريسيفي، على الساحل الشمالي الشرقي للبرازيل، حيث يتمّ تشغيل محرّك يعمل بالإيثانول لتوصيل الطاقة إلى الشبكة، ومن المنتظر أن تضمّ هذه المحطة أوّل محرّك مصمّم خصيصاً لتوليد الكهرباء باستخدام "الإيثانول". 

ووفقاً للمعلومات المتاحة، يُتوقّع أن تعمل المحطة لمدة تصل إلى 4000 ساعة على مدى عامين، في إطار التجارب الجارية لتقييم جدوى التقنية الجديدة.
 
وفي هذا الصدد، صرّح خوسيه فوستينو كانديدو، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في "إنرجيتيكا سوابي 2"، قائلاً: "رغم أنّ البرازيل تعدّ رائدة عالمياً في إنتاج الإيثانول، إلا أنّ دوره المحتمل في توليد الكهرباء لم يحظَ بالاهتمام الكافي حتى الآن، ويهدف هذا المشروع إلى تغيير هذا الواقع عبر إجراء آلاف الساعات من الاختبارات لإبراز إمكانيات الإيثانول في منظومة الطاقة المستقبلية للبرازيل".

  من جانبه، أكد أندرس ليندبرج، رئيس شركة "وارتسيلا" للطاقة، أنّ هذه المبادرة قد تمثّل نقلة نوعية في تطوير حلول الطاقة المستدامة، مشيراً إلى دورها في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحدّ من الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري.

 
وأضاف: "يتميّز الإيثانول بسهولة التوافر وسهولة النقل على مستوى العالم، ما يجعله خياراً واعداً لإزالة الكربون من قطاع الكهرباء، وتعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة".
 
وتشتهر البرازيل بكونها من أكبر منتجي الإيثانول المستخرج من قصب السكر، حيث تعمل معظم السيارات الجديدة في البلاد بأنظمة وقود مزدوجة، تتيح استخدامها لمزيج من البنزين والإيثانول بأيّ نسبة.

اكتشاف "الإيثانول" 

حفر"إدوين دريك" أول بئر نفط في ولاية بنسلفانيا عام 1859، ونظراً لأنه كان مهتماً فقط بالحصول على الكيروسين من أجل الإضاءة، فقد تخلّص من البنزين، لكن بعد اختراع السيارات بدأ العالم يقدّر قيمة البنزين كوقود، وتمّ إنتاجه بكميات كبيرة على مدى سنوات طويلة.

لكن مع اتجاه العالم الآن نحو تقليل البصمة الكربونية، وزيادة التركيز على إنتاج السيارات الكهربائية والهجينة، أصبح البديل المتاح للوقود الآن هو وقود الإيثانول الحيوي "E85".- كلمة "E85" هي اختصار يشير إلى خليط من وقود الإيثانول بنسبة 85%، و15% من البنزين أو الهيدروكربون.

ولم يتمّ استخدام هذا المزيج في صناعة النقل حتى عام 1908، حين صمّم "هنري فورد" سيارة فورد موديل تي لتعمل بهذا المزيج الفريد.

 وأطلق فورد على هذا الوقود اسم وقود المستقبل، وقد زاد استخدام وقود الإيثانول "E85" بعد ذلك، ثم توقّف استخدامه عدة سنوات، وعاد من جديد ليُستخدم عام 1933.

 وتختلف كمية الإيثانول المستخدمة في وقود الإيثانول بحسب الموسم والمنطقة الجغرافية - فخلال الأشهر الباردة تكون كمية الإيثانول المستخدمة في الوقود أقلّ بكثير، وأكثر نموذج شائع من هذا الوقود في الولايات المتحدة الأميركية هو "E10"، والذي يحتوي على 10% إيثانول، و90% من البنزين.

 يعدّ هذا الوقود بديلاً للبنزين، ويحتاج فقط إلى سيارة تعمل به، ومن المهم التأكّد من أنّ السيارة يمكنها العمل بهذا الوقود، وإلا من الممكن أن يتسبّب استخدامه في تعرّض السيارة للتلف، وهناك العديد من المزايا لاستخدام وقود الإيثانول الحيوي "E85"، من بينها أنّ استخدامه يمكن أن يخفض عدد الأميال لكلّ جالون بنسبة 25%.

 كما أنّ تكلفته أرخص بكثير من الوقود العادي، كما أنّ حرق الوقود النظيف يحافظ على محرّك السيارة في حالة جيدة، ومن ثم يقلّل استخدام هذا الوقود من تكاليف الصيانة والإصلاحات.

 وعلى عكس البنزين العادي، ينتج عن الوقود المتجدّد مثل الإيثانول الحيوي " E85" انبعاثات كربونية أقلّ، كما أنّ عملية تصنيع الإيثانول صديقة للبيئة. وتعدّ الذرة المصدر الرئيسي لإنتاج الإيثانول في الولايات المتحدة الأميركية.

اخترنا لك