التوتر المزمن يضعف المناعة.. كيف؟

التوتر المزمن، الناتج عن الضغط النفسي أو الجسدي المستمر، يؤدّي إلى ارتفاع دائم في مستوى هرمون الكورتيزول، ما يثبط نشاط الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية المسؤولة عن مقاومة العدوى وتدمير الخلايا المتحورة.

  • التوتر المزمن يضعف المناعة.. كيف؟
    مناعة الجسم هي نظام دفاعي معقّد يساعد الجسم على مكافحة الجراثيم 

هناك سؤال يعنّ على بال الجميع.. فهل يمكن للتوتر المزمن أن يضعف مناعة الجسم ويقلّل من نشاط الخلايا التي تتعرّف إلى الأورام؟

يوضح الطبيب الروسي الدكتور سيرغي إيفانوف، المختصّ في الأورام، أنّ العادات اليومية البسيطة يمكن أن تساعد على استعادة توازن الجهاز العصبي وتقوية المناعة.

ومناعة الجسم هي نظام دفاعي معقّد يساعد الجسم على مكافحة الجراثيم والأمراض والخلايا السرطانية والأجسام الغريبة الأخرى. تعمل هذه المناعة على حماية الجسم من مسبّبات الأمراض الخارجية.

وتتضمّن المكوّنات المهمَّة من الجهاز المناعي ما يلي:

-كريات الدم البيضاء.
-الأجسام المضادة أو الأضداد.
-الجهاز اللمفي.
-أعضاء محدّدة.

ويشرح أنّ التوتر المزمن، الناتج عن الضغط النفسي أو الجسدي المستمر، يؤدّي إلى ارتفاع دائم في مستوى هرمون الكورتيزول، ما يثبط نشاط الخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية المسؤولة عن مقاومة العدوى وتدمير الخلايا المتحوّرة.

وأعراض التوتر المزمن تكون عادة:


-جسدية: الإرهاق، الأرق، آلام العضلات وشدّها، الصداع، اضطرابات المعدة (إسهال، غثيان، إمساك)، تسارع -ضربات القلب، الشعور بالارتعاش، وسهولة الإصابة بالعدوى.
-نفسية: العصبية، سهولة الإفزاع، التهيّج، صعوبة في التركيز، والشعور بالقلق المستمر. 

ومع استمرار التوتر لأسابيع أو أشهر، تضعف المراقبة المناعية، فتبدأ الأورام المجهرية التي كان الجسم يسيطر عليها سابقاً بالنمو بسرعة أكبر.

ويضيف أنّ ارتفاع هرمونات التوتر يسبّب التهاباً خفيفاً، وإرهاقاً عامّاً، واضطراباً في قدرة الجسم على التعرّف إلى الخلايا غير الطبيعية، ما يقلّل من فعّالية الدفاعات المناعية.

ومن العلامات الشائعة للإرهاق المزمن: التعب الدائم، ضعف التركيز، اضطرابات النوم، اللامبالاة، والانفعال الزائد.

ويؤكّد الطبيب أنّ الهدف الرئيسي هو تقليل التحفيز المزمن للجهاز العصبي. ولتحقيق ذلك، يُنصح بـ:

-أخذ استراحات قصيرة (5-10 دقائق) يومياً بعيداً عن الشاشات والضوضاء.
-المشي المنتظم في الهواء الطلق وممارسة نشاط بدني معتدل.
-تمارين التنفّس العميق لتحسين الدورة الدموية واستقرار هرمونات التوتر.
-اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على فيتامين D، والمغنيسيوم، والبروتين لدعم المناعة.
-كما يشدّد على أنّ النوم الجيد أساس الصحة، إذ إنّ النوم لأقل من 6 ساعات يومياً يرفع الكورتيزول ويضعف إنتاج البروتينات الواقية.

-وينصح بالنوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة، مع الحرص على 7 ساعات نوم على الأقل.

وفي حال استمرار التعب أو ضعف المناعة أو اضطرابات النوم، ينصح الطبيب بمراجعة طبيب عامّ أو أخصائي غدد صماء لتقييم مستوى الكورتيزول ووضع خطة علاج مناسبة.