تأملوا.. هل تحلمون بالألوان أم بالأبيض والأسود؟
هناك جزءٌ صغير يُسمّى اللوزة الدماغية مسؤولٌ إلى حدٍ كبير عن معالجة المعلومات العاطفية، وهو نشطٌ جدًا أثناء الحلم. في المقابل، تميل القشرة الأمامية للدماغ، التي تُساعدك على التخطيط ووضع الاستراتيجيات، إلى الهدوء نوعاً ما.
-
طريقة واحدة لتذكّر أحلامك بشكل أفضل: دوّنها فور استيقاظك (أندريه أونوفرينكو/مومنت/ جيتي)
الأحلام حالةٌ مُذهلة من الوعي. أثناء نومك، يُكوّن عقلك قصصاً خيالية وغريبة، غنية بالتفاصيل البصرية - كل ذلك من دون أي تدّخلٍ واعٍ منك.
وبعض الأحلام مُملة. والبعض الآخر يُريك أحداثاً صادمة أو صوراً رائعة. "كثيراً ما أحلم بتماسيح تمشي منتصبة، ترتدي نظارات شمسية وقمصاناً صفراء. غالباً ما تكون التماسيح ودودة وتخوض مغامراتٍ معي، لكنها أحياناً تكون عدوانية وتطاردني".
لماذا يُمكن أن تكون الأحلام رائعة؟
طريقة عمل الدماغ أثناء الحلم تُفسّر لماذا يُمكن أن تكون الأحلام رائعةً إلى هذا الحدّ. جزءٌ صغير يُسمّى اللوزة الدماغية مسؤولٌ إلى حدٍ كبير عن معالجة المعلومات العاطفية، وهو نشطٌ جداً أثناء الحلم.
في المقابل، تميل القشرة الأمامية للدماغ، التي تُساعدك على التخطيط ووضع الاستراتيجيات، إلى الهدوء نوعاً ما. يُفسّر هذا النمط لماذا يُمكن للأحلام أن تقفز من مشهدٍ غريب إلى آخر، من دون حبكةٍ واضحة. الأمر أشبه بالإبحار في موجةٍ عاطفية، بلا قائد.
Your eyes only detect red, green, and blue. Every other colour you see is fabricated by your brain as a calculated blend. Colour is not a property of objects. It is a neural interpretation. pic.twitter.com/AIB6RnP0yB
— Terribly Interesting (@TerriblyHQ) November 7, 2025
قد تكون الأحلام بالفعل عاطفية، وأحياناً مُخيفة. لكنّ الأحلام قد تكون ممتعة أيضاً - ربما حلمتَ حلماً سارّاً لدرجة أنك شعرتَ بخيبة أمل عندما استيقظتَ وأدركتَ أنه ليس حقيقة.
هل الصور في أحلامك بألوان زاهية؟ ربما حلمتَ بلعب كاندي كراش، وتتذكّر الحلوى الحمراء والأرجوانية والصفراء الزاهية المتساقطة في حلمك.
اقرأ أيضاً: "النوم الواعي بلا أحلام".. حالة غامضة تكشف أسراره!
يقول عالِم أعصاب يدرس النوم، أستطيع أن أؤكّد لكم أنّ نحو 70% إلى 80% من الناس يُبلّغون عن أحلام ملوّنة، وليس فقط بدرجات الأسود والأبيض. لكنّ هذا التقدير قد يكون منخفضاً، لأنّ العلماء لا يستطيعون رؤية ما يراه الحالم. لا توجد تقنية متطورة تُظهر لهم بالضبط ما يدور في ذهنه. بدلاً من ذلك، يعتمدون على ما يتذكّره الحالمون عن أحلامهم.
دراسة النوم في المختبر
ولدراسة الأحلام، يطلب الباحثون من المشاركين النوم في المختبرات، ثمّ يوقظونهم أثناء نومهم، ثم يسألونهم عما كانوا يفكّرون فيه. إنه علم بدائي نوعاً ما، ولكنه فعّال.
كيف يعرف العلماء متى يحلم الناس؟ على الرغم من أنّ الأحلام يمكن أن تحدث في أيّ مرحلة من مراحل النوم، إلا أنّ الأبحاث أثبتت منذ فترة طويلة أنّ الأحلام تحدث غالباً أثناء نوم حركة العين السريعة (REM).
Most people dream in color (but if you grew up with black-and-white TV, you might not).
— The Conversation U.S. (@ConversationUS) August 19, 2025
What about you – do you dream in color ot black-and-white? https://t.co/rV8eyrP7MC
ويمكن للعلماء تحديد نوم حركة العين السريعة من خلال النشاط الكهربائي في فروة الرأس وحركات العين. ويفعلون ذلك باستخدام مخطط كهربية الدماغ، الذي يستخدم عدة أقطاب كهربائية صغيرة توضع مباشرة على فروة الرأس لقياس نشاط الدماغ.
أثناء نوم حركة العين السريعة، تتحرّك عينا الحالم ذهاباً وإياباً بشكل متكرّر. هذا يعني على الأرجح أنهم يمسحون - أي ينظرون حولهم في حلمهم.
عندها يوقظ باحثو الأحلام المشاركين. تُعدّ دراسة الأحلام صعبة للغاية لأنها تتلاشى بسرعة كبيرة. لذا، بدلاً من مطالبة المشاركين بتذكّر حلم - حتى لو كان حلماً راودهم قبل لحظة - نسألهم عمّا كانوا "يفكّرون فيه" للتوّ. لا يملك الحالمون وقتاً للتفكير أو التأمّل، بل يستجيبون فقط - قبل أن يضيع الحلم.