"واشنطن بوست": كيف يمكن أن تتوسع الحرب التجارية إلى ما هو أبعد من التعريفات الجمركية؟
صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تتحدّث عن إجراءات يمكن للدول التي فرض عليها ترامب رسوماً جمركية أنّ تتعامل معها، مؤكدةً أنّ ذلك سيؤدي إلى توسّع جبهات الحرب على واشنطن أبعد من حرب تجارية.
-
نقل بضائع عبر ميناء
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ ما يبدأ كحرب تجارية قد يتطوّر إلى شيء أكبر، وهي حقيقة يجب تذكّرها في وقتٍ تفرض فيه الولايات المتحدة تعريفات جمركية عالية على شركائها التجاريين، معترفةً بقدرة هؤلاء الشركاء على التعامل مع الضرائب بطرق غير متوقّعة.
وشدّدت الصحيفة على أنّ "الانتقام التنظيمي" ليس سوى جبهة جديدة واحدة من بين جبهات عديدة، مشيرةً إلى أنّ الدول ستعمل على إيجاد حلول للطرق التي تمارس بها الولايات المتحدة ضغوطها.
وتحدّثت "واشنطن بوست" عن طريقة قد تستخدمها الحكومات لتوسيع ساحة معركة الرسوم الجمركية، وهي خفض حيازاتها من الديون الأميركية.
وأوضحت الصحيفة أنّ بيع سندات الخزانة يعني تحمّل خسائر رأسمالية، ولكنّ الحكومات الأجنبية قد تقبل هذه الخسائر للضغط على الولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة، في شرحها، أنّه إذ تمّ بيع 10% فقط من الديون الأميركية التي تحتفظ بها كيانات أجنبية، فسوف تكون هناك حاجة إلى مشترين بديلين لسندات الخزانة بقيمة 860 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو نصف العجز الفيدرالي الأميركي الذي بلغ نحو تريليوني دولار في عام 2024.
ومع استحقاق ديون تعادل نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025 وتحتاج إلى إعادة تمويل، فإن ضغوط البيع الإضافية من جانب الدائنين الرسميين الأجانب الذين يتخلّصون من حيازاتهم قد تدفع أسعار الفائدة إلى الارتفاع بشكل كبير.
ومن جملة حلول أخرى، ذكرت "واشنطن بوست" أنّ دولاً قد تتحرّك لتقليص دور الدولار الأميركي في التجارة والإقراض، لافتةً إلى أنّ الصين تدفع تجاه تحويل عملاتها التجارية إلى الرنمينبي (عملة صينية) على الرغم من الصعوبات التي تواجهها.
وأقرّت الصحيفة أنّ هذه الحرب التي تشنّها واشنطن قد تفتح لها جبهات أخرى، حيث "من غير المرجّح أن تظل محصورة في التجارة وحدها"، مؤكدةً أنّ لدى الولايات المتحدة، كما البلدان الأخرى، الكثير لتخسره من الحرب التجارية.