بريطانيا والبرتغال تتّجهان للاعتراف بدولة فلسطينية اليوم

بريطانيا والبرتغال تعتزمان إعلان اعترافهما بدولة فلسطين اليوم الأحد، في تحوّل تاريخي على الرغم من ضغوط واشنطن و"تل أبيب"، مع توقّع انضمام دول أخرى خلال قمة نيويورك.

  • متظاهرون يرفعون العلم الفلسطيني في لندن (وكالات)
    متظاهرون يرفعون العلم الفلسطيني في لندن (وكالات)

تتجه بريطانيا والبرتغال إلى الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، اليوم الأحد، في خطوةٍ وُصفت بالتاريخية، على الرغم من الضغوط الأميركية والإسرائيلية المكثفة، وقبل أيام من انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بحضور أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة.

ويأتي هذا القرار في سياقٍ متغيّر، إذ انضمت دول غربية عدّة إلى موجة الاعتراف بفلسطين خلال الأشهر الماضية، في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة المحاصر من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ومن المتوقع أن يشهد مؤتمر دولي يُعقد الإثنين في نيويورك برعاية فرنسا والسعودية، تأكيد 10 دول إضافية اعترافها الرسمي بدولة فلسطينية، في إطار دعم "حل الدولتين".

لامي: نريد الحفاظ على حل الدولتين

بدوره، صرّح نائب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد لامي بأنّه "عندما نتحدث عن الاعتراف بدولة فلسطينية فذلك لأننا نريد الحفاظ على حل الدولتين".

وأضاف أنّ "أيّ قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية لا يعني قيام هذه الدولة على الفور بل يجب أن يكون ذلك جزءاً من عملية للسلام".

كذلك، لفت إلى أنّ "رئيس الوزراء سيتخذ قراراً في وقتٍ لاحق اليوم بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية".

ووفق تقارير بريطانية، بينها "بي بي سي" و"الغارديان"، فإنّ لندن ستعلن اليوم هذا الموقف، انسجاماً مع تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر في تموز/يوليو الماضي، حين أكّد أنّ الاعتراف بدولة فلسطين سيُعتمد إذا لم توقف "إسرائيل" عدوانها على غزة. وقد اعتبر ستارمر أنّ الخطوة تُسهم في "عملية سلام حقيقية"، فيما هاجمه بنيامين نتنياهو معتبراً أنها "مكافأة للإرهاب".

الاستيطان يُسرّع الاعتراف بفلسطين

بدورها، أكّدت وزارة الخارجية البرتغالية، يوم الجمعة الماضي، أنّ لشبونة ستعلن الأحد اعترافها بفلسطين، بعدما شدّدت في تموز/يوليو على خطورة استمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وفي هذا السياق، صرّح نائب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد لامي، الذي سيُمثّل بلاده في الأمم المتحدة، أنّ "الاعتراف بدولة فلسطينية يأتي نتيجة التوسع الاستيطاني الخطير في الضفة الغربية، ولا سيما مشروع (إي1) الذي يقوّض حل الدولتين".

ومشروع "إي1" الاستيطاني يخطّط لبناء 3400 وحدة سكنية، وسبق أن حذّرت الأمم المتحدة من أنّه يهدّد بتقسيم الضفة إلى شطرين، ويُكرّس الاحتلال.

ورداً على موجة الاعترافات الأوروبية المتوقعة، لوّح مسؤولون إسرائيليون بضمّ أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة منذ 1967.

ويأتي ذلك بعدما أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، وبأغلبية ساحقة، نصاً يدعم قيام دولة فلسطينية، وسط توقعات بانضمام دول كبرى، من بينها فرنسا، إلى الاعتراف الرسمي قريباً.

وتعترف نحو ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة، رسمياً بدولة فلسطين.

وقبل أيام، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، قدّموا مشروع قانون غير ملزم يدعو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، في خطوة هي الأولى من نوعها داخل مجلس الشيوخ الأميركي.

اقرأ أيضاً: "ميدل إيست آي": القوى الغربية تدفع باتجاه الاعتراف الوهمي بفلسطين لحماية "إسرائيل"

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.