بعد عزله.. رئيس كوريا الجنوبية السابق ينسحب من حزبه قبل انتخابات مفصلية
يون سوك يول ينسحب من الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية قبيل الانتخابات، بعد عزله بسبب فرض الأحكام العرفية وتراجع شعبيته.
-
الرئيس الكوري الجنوبي السابق يون سوك يول (أرشيف)
في تطورٍ سياسي لافت، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي السابق، يون سوك يول، اليوم السبت، انسحابه رسمياً من حزب "قوة الشعب" المحافظ، في خضمّ استعدادات الحزب للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 3 حزيران/يونيو، والتي تأتي في أعقاب عزله من منصبه بسبب إعلان الأحكام العرفية.
عزل الرئيس وسط أزمة سياسية ودستورية
أُقيل يون من منصبه في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعد أن أثار قراره فرض الأحكام العرفية جدلاً واسعاً، مبرراً إياها بـ"كسر الجمود التشريعي واستئصال القوى المعادية للدولة". إلا أنّ القرار عمّق الانقسامات السياسية في البلاد، وأدّى إلى اندلاع تظاهرات عنيفة واتهامات بالتحريض على التمرد.
وقال يون في منشور عبر موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي: "أغادر حزب قوة الشعب اليوم"، مؤكداً أنّه سيواصل دعم مرشح الحزب الرئاسي ووزير العمل السابق، كيم مون سو.
كيم مون سو.. خيار الحزب المحافظ
ويحظى كيم مون سو بدعمٍ داخلي لكونه العضو الوحيد في حكومة يون الذي رفض الانحناء أو تقديم اعتذار علني بشأن إعلان الأحكام العرفية.
وقال هذا الأسبوع إنّه يشعر بـ"أسف صادق تجاه الأشخاص الذين يعانون"، في إشارة نادرة إلى تداعيات تعليق الحكم المدني.
تظاهرات عنيفة ودعم من أقصى اليمين
أثار قرار فرض الأحكام العرفية احتجاجات واسعة، بعضها تحوّل إلى أعمال عنف. ففي كانون الثاني/يناير، اقتحم أنصار متطرفون للرئيس المخلوع إحدى المحاكم في سيول، ما أدى إلى صدور أحكام بالسجن على أربعة منهم هذا الأسبوع.
وبحسب خصومه، شجّع يون هذا النوع من العنف بشكل غير مباشر، إذ سبق أن قال إن البلاد "في خطر" وإنه "سيقف مع أنصاره المتطرفين حتى النهاية".
الانتخابات المبكرة: "فرصة أخيرة" أم تفويض جديد؟
واعتبر يون الانتخابات الرئاسية المبكرة "الفرصة الأخيرة لمنع الديكتاتورية الشمولية وحماية الديمقراطية الليبرالية وسيادة القانون".
غير أنّ الحزب الديموقراطي المعارض ردّ على تصريحاته بوصفه بـ"الوقح"، مشيراً إلى أن يون "يدعو إلى الديمقراطية الليبرالية نفسها التي دمّرها".
من جهته، قال المرشح كيم مون سو إن انسحاب يون "خطوة محترمة"، مؤكداً عزمه على "توحيد الحزب وتقديم رؤية إصلاحية جديدة".
استطلاعات الرأي: تفوّق للمعارضة
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "غالوب" نُشرت نتائجه أمس الجمعة، أنّ مرشح الحزب الديمقراطي لي جاي ميونغ يتصدر بنسبة تأييد بلغت 51%، على الرغم من مواجهته عدة محاكمات جنائية، في حين نال كيم مون سو 29% فقط.