"بلومبرغ": تهديد ترامب وماسك بإغلاق "USAID" يفتح الباب أمام الصين

وكالة "بلومبرغ" تتحدث عن تداعيات تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك، بإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، على "النفوذ الأميركي الجيوسياسي"، واحتمال أن يسمح إغلاق الوكالة بفتح الباب أمام الصين في المقابل.

0:00
  • وكالة
    وكالة "USAID" تأسست في عام 1961 في عهد الرئيس الديمقراطي جون كينيدي

تحاول الجمعيات الخيرية والدبلوماسيون والمسؤولون الأجانب في جميع أنحاء العالم، "بشكل محموم"، معرفة ما سيحدث للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي توزع أكثر من 40 مليار دولار كمساعدات، وسط هجوم إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على "حجر الزاوية في النفوذ العالمي للبلاد".

فالوكالة الأميركية، وهي المنظمة التي يعود تاريخها إلى محاولات الرئيس جون كينيدي لمحاربة النفوذ السوفياتي في العالم النامي، "على وشك الانهيار"، بعدما "اختفى موقع الوكالة الإلكتروني بهدوء"، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما كان العالم منشغلاً بالحرب التجارية التي شنها ترامب ضد كندا والمكسيك"، بحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرغ"

وإذ قال الملياردير إيلون ماسك، وهو حليف رئيسي لترامب: "سنغلقها "، تلقى موظفو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية رسالة بريد إلكتروني تفيد بأنّ مقر الوكالة في واشنطن "سيغلق أمام الموظفين يوم الاثنين، في انتظار مزيد من التوجيهات".

وفي هذا السياق، أشارت "بلومبرغ" إلى أنّ الولايات المتحدة، هي "أكبر مانح في العالم، بحيث أنفقت نحو 68 مليار دولار على المساعدات الخارجية في عام 2023"، لكن إدارة ترامب "جمدت كل ذلك في غضون أسبوع من توليها منصبها". 

وأضافت الوكالة أنّ هذه الخطوة "أدّت إلى توقف أحد محركات النفوذ الجيوسياسي للبلاد، وخلق فرصة للمنافسين مثل الصين، والتي طالما صورتها واشنطن كشريك غير موثوق به، ومفترس للعالم النامي".

وتعليقاً على ذلك، قال السيناتور عن ولاية "نيوجيرسي" آندي كيم لـ"بلومبرغ"، إنّ "تصرفات ترامب تعمل على إضعاف الزعامة والنفوذ العالميين لأميركا"، مشيراً إلى أنّ المساعدات الأميركية في الخارج تُمثّل "أداةً لدرء النفوذ التوسعي للصين وروسيا وإيران".

كما كانت المساعدات الخارجية "وسيلة للولايات المتحدة لتأمين نفوذها"، وفق الوكالة. ففي صفقة أبرمت العام الماضي، "سمح الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، للولايات المتحدة، بالوصول إلى 4 منشآت عسكرية إضافية في الدولة الجزيرة".

وموّلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أيضاً، مشاريع بالقرب من المواقع في محاولة لكسب الرأي العام المحلي، لكن هذه المشاريع "أصبحت الآن في خطر".

في مقابل ذلك، "أنشأت الصين وكالة جديدة للمساعدات الخارجية، لكن معظم إنفاقها في العالم النامي لا يزال يأتي من خلال قروض مدعومة من الحكومة لمشاريع البنية الأساسية، ما جعل بكين أكبر فاعل خارجي في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وخارجها، ممّا يساعدها في تأمين الطاقة والمعادن، وكذلك الأسواق لقدراتها الصناعية الزائدة".

وبحسب بلومبرغ "إيكونوميكس"، فإنّه "وعلى الرغم من أنّ استعداد بكين لسد ثغرة بمليارات الدولارات في المساعدات الخارجية قد يكون محدوداً، فإنها بالفعل المستثمر والشريك التجاري الأكبر في أفريقيا، وسيعني تجميد المساعدات الأميركية فرصة بالنسبة إليها لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي".

وأوضحت "بلومبرغ" أنّ "بكين سعت إلى وضع نفسها كزعيمة للعالم النامي، حيث تنظر إلى أسواقها باعتبارها حاجزاً محتملاً ضد التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب".

وفي قمة مجموعة العشرين في البرازيل العام الماضي، "كشفت الصين عن مقترحات لدعم الجنوب العالمي، بما في ذلك في مجالات الاتصال التكنولوجي والأمن الغذائي وتغير المناخ".

وعليه، قال مسؤول صيني إنّ انسحاب الولايات المتحدة من المساعدات الخارجية هو "عمل تخريبي ذاتي يمكن أن يقطع واشنطن عن الشركاء المحتملين"، في حين أعرب آخر عن ثقته في أنّ التمويل "سيعود في نهاية المطاف بسبب أهمية المساعدات للنفوذ الأميركي العالمي". 

يُذكر أنّ ترامب أصدر أمراً تنفيذياً يقضي بتجميد المساعدات الخارجية الأميركية، مدة 90 يوماً، فور تولّيه منصبه، في خطوة أثارت حالةً من الفوضى في صفوف وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، اللتين صدرت لهما تعليمات بإيقاف المشاريع القائمة منذ فترة طويلة.

وفي حين أعلن وزير الخارجية الأميركي، مارك روبيو، إعفاء برامج "إنقاذ الحياة" من الأمر، مثل "خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز"، "PEPFAR"، قال مسؤولو المساعدات إنّ مشاريع أخرى "لا تزال في حالة من الغموض ومعرّضة للإغلاق إذا استمر تجميد التمويل"، بحسب ما ذكرته "واشنطن بوست"، السبت.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ إدارة ترامب، "جعلت USAID هدفاً رئيساً في حملتها لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية". 

و"USAID" هي وكالة تأسست في عام 1961، في عهد الرئيس الديمقراطي جون كينيدي، من خلال قانون المساعدات الخارجية، والذي أدى إلى خضوع العديد من البرامج القائمة لإشراف الوكالة الجديدة.

اقرأ أيضاً: إيلون ماسك يشنّ هجوماً على "USAID": منظمة إجرامية حان وقت موتها

اخترنا لك