غوتيريش يدعو إلى مضاعفة الدعم الدولي لمواجهة "الفوضى المناخية" والنزاعات
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يحذّر من تباطؤ التنمية، ويدعو إلى تسريع الاستثمارات وسط تصاعد النزاعات وتقلّص المساعدات، بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
-
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال إلقاء كلمته الافتتاحية لمؤتمر التمويل والتنمية، 30 حزيران/يونيو 2025 (أ ف ب)
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي إلى "إعادة إطلاق محرك التنمية" لمواجهة ما وصفه بـ"الفوضى المناخية" وتصاعد النزاعات الدولية، في ظل تقلّص حاد في تمويل المساعدات.
وقال غوتيريش في كلمته خلال افتتاح مؤتمر تمويل التنمية في مدينة إشبيلية الإسبانية،الذي يستمر لأربعة أيام،إن التنمية تواجه اليوم "رياحاً معاكسة هائلة"، مشدّداً على أنّ "التعاون الدولي، وهو الدافع الأساسي للتنمية، يتعرّض لاختبارات قاسية في ظل انهيار الثقة وتفاقم الأزمات العالمية".
وقال غوتيريش إنّ العالم يشهد اليوم "تباطؤاً اقتصادياً وتصعيداً في التوترات التجارية، إلى جانب انخفاض حاد في ميزانيات المساعدات"، لافتاً إلى أنّ هذه التحديات تتزامن مع "تصاعد الفوضى المناخية والصراعات المحتدمة".
واعتبر أن المطلوب في مواجهة ذلك "تسريع الاستثمارات... وإصلاح وإطلاق محرك التنمية"، مذكّراً بأنّ "ثلثي أهداف التنمية المستدامة" التي وضعها المجتمع الدولي "تأخّر" تحقيقها.
وحذّر الأمين العام من أن الأزمة الراهنة "ليست أزمة أرقام فقط، بل أزمة إنسانية حقيقية"، داعياً الدول إلى "تحمّل مسؤولياتها من خلال تعبئة الموارد المحلية والاستثمار في القطاعات الأكثر تأثيراً"، مثل التعليم، والصحة، والطاقة المتجدّدة.
ويحضر المؤتمر نحو 50 رئيس دولة وحكومة، بينهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى جانب أكثر من 4 آلاف ممثل عن منظمات المجتمع المدني، في نسخة رابعة من هذا المؤتمر الدولي منذ انطلاقه عام 2002.
ويهدف اللقاء إلى إيجاد حلول ملموسة للفجوة التمويلية التي تواجهها دول الجنوب، والتي قدّرتها الأمم المتحدة بنحو 4 تريليونات دولار سنوياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتنعقد هذه الدورة في ظرف دولي شديد التعقيد، وسط تراجع كبير في المساعدات التنموية، خصوصاً بعد اقتطاعات ضخمة أقرتها الولايات المتحدة بعد عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي أمر بإلغاء 83% من موازنات البرامج الخارجية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).