مجلس الأمن يسقط مشروع قرار روسي–صيني بشأن عقوبات إيران
مجلس الأمن الدولي يرفض مشروع قرار روسي صيني لتأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران، فيما اتهم عراقتشي واشنطن و"الترويكا" الأوروبية بخيانة الدبلوماسية وتعميق الانقسام داخل المجلس.
-
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي
بحث مجلس الأمن الدولي مشروع قرار روسي–صيني، يدعو إلى تأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران، غير أنّ المشروع سقط بعد رفض الولايات المتحدة والدول الأوروبية له، ما اعتبرته طهران خطوة تضيّع فرص الحلول االدبلوماسية وتعمّق الانقسام داخل المجلس.
وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، أمام مجلس الأمن، إنّ "الولايات المتحدة خانت الدبلوماسية، فيما الترويكا الأوروبية دفنتها"، مشدداً على أنّ المشروع الروسي–الصيني كان خطوة مسؤولة لتجنّب التصعيد وفتح المجال أمام الحوار، غير أنّ رفضه من واشنطن و"الترويكا" عمّق الانقسام داخل المجلس وأضاع فرص الدبلوماسية.
وأضاف عراقتشي أنّ من يعيد فرض العقوبات عبر "آلية غير شرعية" يقوّض مصداقية الأمم المتحدة، محمّلاً واشنطن والدول الأوروبية المسؤولية عن عواقب القرار، ومعتبراً أنهما مهّدتا الطريق للتصعيد، مع تأكيده على ضرورة أن تصحح الولايات المتحدة و"الترويكا" المسار .
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، إلى تجنّب أي محاولة لإحياء الآليات المتعلقة بالعقوبات داخل الأمانة العامة، مشدداً على أنّ الحل العسكري فشل، وكذلك ستفشل آلية تفعيل "الزناد"، "فالحوار وحده هو الحل وإيران لن ترضخ للضغوط".
وأشار عراقتشي إلى أنّه جاء إلى نيويورك "لمنح الدبلوماسية فرصاً جديدة"، لكنه أعرب عن أسفه لأن المقترحات التي قدمها "قوبلت بالرفض"، محذراً من أنّ قرار تفعيل العقوبات سيؤثر على الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تأكيده أن "الدبلوماسية لن تموت لكنها ستكون أكثر صعوبة وتعقيداً من ذي قبل".
واشنطن ولندن تتمسكان بالعقوبات على إيران وموسكو وبكين تحذّران من التصعيد
من جهته، شدّد المندوب الروسي على أنّ إيران، أثبتت أنها "طرف حكيم" وأبدت استعداداً للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما فعلت في اتفاق القاهرة، لافتاً إلى أنّ إيران تراعي جميع المخاوف في طرحها وتبدي رغبة واضحة في الحوار والتعاون، لكن واشنطن قابلت ذلك بالرفض، واصفاً ذلك بأنّه "ليس دبلوماسية بل خداع واحتيال".
أما المندوب الصيني فأكد على أنّ "الهجوم الإسرائيلي الأميركي على منشآت إيران النووية صعّب الأمور كثيراً"، محذراً من خطورة المواقف الغربية على السلم والأمن في الشرق الأوسط نتيجة التعنّت.
في المقابل، أعلنت المندوبة البريطانية أنّ العقوبات على إيران، ستعاد في 28 أيلول/سبتمبر الجاري، داعية جميع الأعضاء إلى الالتزام بها، لكنها أبدت في الوقت نفسه "استعداداً للتحاور مع إيران لبلوغ حلّ يؤدي إلى رفع العقوبات مستقبلاً".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي في الأمم المتحدة قوله، إنّ إعادة فرض العقوبات "لا يمنع رفعها في مرحلة لاحقة عبر القنوات الدبلوماسية".