"المونيتور": من هي سيدة نيويورك الأولى؟

بقيت راما دوجي، زوجة عُمدة نيويورك المُنتخب زهران ممداني، بعيدة إلى حد كبير عن الأضواء خلال حملته الانتخابية، إلا أنّ الإرث الحضاري لبلدها سوريا شكّل وجهات نظرها ونشأتها.

0:00
  • زهران ممداني وزوجته راما دوجي
    زهران ممداني وزوجته راما دوجي

موقع "المونيتور" الأميركي ينشر تقريراً  يعرّف فيه بشخصية راما دوجي، زوجة عمدة نيويورك الجديد زهران ممداني، مركّزًا على خلفيتها العائلية والثقافية ومسيرتها الفنية ونشاطها الاجتماعي والسياسي. كما يوضح الدور الهادئ ولكن المؤثر الذي لعبته في حياة زوجها وحملته الانتخابية.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه عضو الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، زهران ممداني، بفوزه بمنصب عمدة مدينة نيويورك مساء الثلاثاء، ليصبح أول مسلم من جنوب آسيا يفوز بهذا المنصب في أكبر مدينة في الولايات المتحدة، تحول الاهتمام الآن إلى زوجته، السورية الأميركية راما دوجي، التي ظلت إلى حد كبير بعيدة عن الأضواء خلال حملته الانتخابية.

وبانتخاب ممداني، أصبحت دوجي، البالغة من العمر 28 عاماً، أصغر سيدة أولى في نيويورك وأول سيدة من أصل سوري.

فمن هي راما دوجي؟

وُلدت راما دوجي في هيوستن، تكساس، في 30 حزيران/يونيو 1997، لأبوين سوريين مسلمين من عائلة دمشقية مرموقة. وتُفيد التقارير بأنّ والدها مهندس حاسوب ووالدتها طبيبة، وبأنّ العائلة كانت تقضي عطلاتها الصيفية في دمشق قبل أن تنتقل إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة عندما كانت راما في التاسعة من عمرها.

في بداية شبابها، التحقت دوجي ببرنامج تصميم في كلية الفنون بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر، قبل أن تنتقل عام 2016 إلى المركز الرئيس للجامعة في ريتشموند، فرجينيا، لإكمال دراستها في فنّ الرسم. وحصلت في ما بعد على درجة الماجستير في الرسم من كلية الفنون البصرية في نيويورك. 

وهناك، تعرّفت دوجي على ممداني عبر تطبيق المواعدة " Hinge" عام 2021 بعد وقت قصير من انتخابه عضواً في جمعية نيويورك في تشرين الأول/أكتوبر من ذلك العام. وفي تشرين الأول أكتوبر 2024، أي قبل أيام قليلة من إعلان ممداني ترشحه لمنصب عمدة المدينة، أعلنا خطوبتهما؛ وبعد شهرين، أقاما حفل زفاف تقليدي في دبي، حيث تقيم عائلة دوجي. وفي شباط/فبراير 2025، تزوجا مدنياً في مكتب كاتب مدينة مانهاتن. وتعمل دوجي حالياً رسامة وصانعة خزف. ويتضمن موقعها الإلكتروني مجلة "نيويوركر" وصحيفة "واشنطن بوست" و"بي بي سي" و"آبل" و"سبوتيفاي" و"فايس" و"تيت مودرن" ضمن قائمة عملائها.

المساعدة من خلف الكواليس

منذ إعلان ممداني ترشحه لمنصب عمدة المدينة في تشرين الأول/أكتوبر 2024، ظلت دوجي بعيدة عن دائرة الضوء إلى حدّ كبير، ولم تظهر إلى جانب زوجها إلا في مناسبات نادرة مثل فوزه في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في حزيران/ يونيو. 

ويوم الثلاثاء، رافقت دوجي زوجها إلى مركز الاقتراع قبل أن تنضم إليه للاحتفال بفوزه في وقت لاحق من ذلك اليوم. وقد رفضت إجراء مقابلات حول حملة ممداني، ولم تحضر المناظرات السياسية وغيرها من الفعاليات طوال فترة الحملة. 

وفي حين يبدو حسابها على موقع "إنستغرام" مخصصاً إلى حد كبير لفنّها، نشرت دوجي مجموعة من الصور بعد وقت قصير من فوز زوجها في الانتخابات التمهيدية في حزيران/يونيو، بما في ذلك صورتها مع ممداني وواحدة له عندما كان طفلاً صغيراً، وعلّقت على المنشور قائلةً: "أنا فخورة جداً بك". ومع ذلك، كشف شخص مُلمّ بأخبار الزوجين لشبكة "سي إن إن" أن دوجي عملت خلف الكواليس وساعدت في تصميم مواد حملته الانتخابية. كما تشير التقارير إلى أن الفنانة عملت على استراتيجيته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

النشاط السياسي

لقد كرّست دوجي وقتها للفن، بدلاً من المشاركة في حملة زوجها الانتخابية. وتتميز منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي بأعمال فنية تُركّز على قضايا سياسية، مثل معاناة الفلسطينيين في ظلّ الأزمة الإنسانية التي تشهدها البلاد منذ أن شنّت "إسرائيل" حملتها العسكرية على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023. ويبدو أن هذه المنشورات تتماشى مع مواقف زوجها المؤيدة للفلسطينيين والمُنتقدة لـ"إسرائيل" بسبب حرب غزة وحصارها لها.

وفي بداية الحرب الأهلية السودانية في نيسان/أبريل 2023، رسمت صورةً لامرأة سودانية، مُرفقة بعبارة "العين على السودان". وأدرجت معلومات حول تأثير الصراع على المدنيين وسُبل مساعدة اللاجئين ودعمهم. كما يشارك موقعها الإلكتروني أعمالاً مختلفة، بما في ذلك فيلم رسوم متحركة وثائقي قصير حول جريمة قتل وزير الخارجية اليمني الأسبق محمد نعمان في عام 1974 التي لم يُحل لغزها والذي عرضته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). 

وفي مقابلة لها في نيسان/أبريل، قالت دوجي لمجلة "يونغ" (Yung) إنّ "الوضع مخيف في نيويورك. فبعد طرد الكثيرين وإسكاتهم بالتخويف، كل ما أستطيع فعله هو استخدام فنّي للتعبير عمّا يحدث في الولايات المتحدة وفلسطين وسوريا". وعلى الرغم من إصرارها على الحفاظ على حياتها الخاصة، تحدثت دوجي في السابق عن أصولها السورية. ففي مقابلة مع مجلة "شادو" (Shado) في أيار/مايو 2019، ذكرت الفنانة أنها لم تشعر بالفخر بإرثها الثقافي السوري إلا بعد انتقالها إلى الولايات المتحدة في عام 2016. وقالت للمجلة: "عشتُ في دول الخليج لـ10 سنوات كأميركية (أنا سورية الأصل، لكن شعري كان فاتحاً آنذاك، وكانت لديّ أفكار غربية، ولم أكن أجيد العربية بطلاقة). لكن عندما وصلتُ إلى الولايات المتحدة، أدركتُ أنني لستُ أميركية بالمعنى التقليدي. وقد تأثر إحساسي بهويتي، لذا أعتقد أنني تشبثت بهويتي الشرق أوسطية، أياً كانت. فهي ليست سورية أو إماراتية بطبيعتها، ولكن مهما كانت، فقد أثرت بلا شك على عملي بشكل كبير".

ونشرت دوجي صوراً عبر حسابها على "إنستغرام"، من إجازاتها التي قضتها في دمشق في حزيران/يونيو 2021 وحزيران/يونيو 2023. وفي أيلول/سبتمبر 2018، نشرت مجموعة من الصور بعنوان "أرشيف بيروت"، تُشير إلى أنها كانت في العاصمة اللبنانية في ذلك الوقت.

نقلته إلى العربية: زينب منعم.