"ذا إنترسبت": لا شيء يمنع ترامب من استغلال مقتل تشارلي كيرك

لم يُكشف عن هوية قاتل تشارلي كيرك. لكن هذا لم يمنع ترامب أو أتباعه من إلقاء اللوم على "اليسار المتطرّف".

0:00
  • "ذا إنترسبت": لا شيء يمنع ترامب من استغلال مقتل تشارلي كيرك

موقع "ذا إنترسبت" الأميركي ينشر مقالاً يتناول اغتيال الناشط اليميني المتطرّف الأميركي تشارلي كيرك وما تبعه من ردود سياسية، خصوصاً من جانب الرئيس دونالد ترامب وإدارته، حيث استغلوا الاغتيال. 

يشير النص إلى أنّ ترامب وإدارته سارعوا إلى استثمار اغتيال كيرك في تعزيز خطابهم الاستبدادي.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

هذا ليس وقت الكذب. فعلى عكس الجهود المتسرّعة لبعض القادة الديمقراطيين لرثاء تشارلي كيرك، لسنا بحاجة إلى التظاهر بأنّ الناشط اليميني المتطرّف انخرط في سياسات جادة "متجاوزاً للأيديولوجيات، من خلال نقاشات ثرية" كما قال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم في منشور على "X" نُعي فيه كيرك.

كان كيرك، مؤسس حركة "نقاط التحوّل في الولايات المتحدة الأميركية" اليمينية المتطرّفة، ملتزماً بتنظيم الشباب الأميركي الأبيض، من حرم جامعي إلى آخر، في سياسات قومية بيضاء انتقامية.

ومع ذلك، مهما كان مشروع كيرك ضاراً بازدهارنا الجماعي، فإنّ الردّ على اغتياله قد يضع هذه الأمة، وخاصة اليسارية منها، في موقف أشدّ خطورة من أيّ لحظة سابقة خلال الولاية الثانية الاستبدادية لدونالد ترامب.

حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم يُقبض على الشخص المسؤول عن إطلاق النار على كيرك أو تُحدّد هويته. لكن ذلك لم يمنع ترامب من إلقاء خطاب رسمي يُلقي فيه باللوم بشكل قاطع على "اليسار الراديكالي" في وفاة كيرك، بأوسع نطاق ممكن.

إدارة ترامب آلة تسليح، ستُحوّل كلّ شيء إلى ترسانة أيديولوجية تستخدمها ضدّ معارضيها. النشاط المناهض للإبادة الجماعية هو معاداة للسامية؛ العمال المهاجرون هم "أسوأ" المجرمين؛ التصدّي لتفوّق العرق الأبيض هو تمييز؛ جرائم الحرب هي سلام.. كلّ هذه التحوّلات الفاشية أصبحت شائعة بشكل قاتم في الأشهر الثمانية الماضية.

لا يُمكن التنبؤ بتصرفات حكومة ترامب المتقلّبة إلا بقدرتها على تحويل الأحداث بشكل موثوق وسريع نحو غايات استبدادية.

في تصريحاته المتلفزة، أوضح ترامب فوراً كيف تخطّط إدارته لاستغلال هذا الاغتيال، بغضّ النظر عن تفاصيل إطلاق النار. وصف ترامب كيرك بـ"الشهيد"، وألقى باللوم على "اليسار الراديكالي" لمقارنته "أميركيين رائعين" مثل كيرك - الذي كان قومياً مسيحياً صريحاً - بالنازيين.

وقال الرئيس: "هذا النوع من الخطاب مسؤول مباشرةً عن الإرهاب الذي نشهده في بلادنا اليوم". وفي غياب أي معلومات عامة عن مطلق النار، انتهز ترامب الفرصة ليؤكد أنّ إدارته ستلاحق أي شخص أو منظمة مرتبطة بالمشتبه به - المجهول أيضاً.

سعى ترامب إلى تصوير العنف اليساري الواسع الانتشار من خلال سرد محاولة الاغتيال التي نجا منها العام الماضي؛ و"الهجمات على عملاء دائرة الهجرة والجمارك"، والتي تمّ تضخيمها بشكل فادح؛ ومقتل الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث كير، برايان طومسون؛ وإطلاق النار في مباراة بيسبول الذي أدى إلى إصابة النائب الجمهوري عن ولاية لويزيانا، ستيف سكاليز.

من اللافت للنظر أنّ الرئيس لم يتطرّق إلى محاولات اغتيال عدد من الأعضاء الديمقراطيين في المجلس التشريعي لولاية مينيسوتا في حزيران/يونيو الماضي، والتي قُتلت فيها النائبة ميليسا هورتمان وزوجها. كما لم يتطرّق ترامب إلى اقتحام مُنظّر مؤامرة من اليمين المتطرف منزل رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في محاولة اختطاف، وضرب جمجمة زوجها.

وغني عن القول، أنّ الرئيس لم يذكر شيئاً عن أنّ غالبية الهجمات ذات الدوافع السياسية ينفّذها متطرّفون من اليمين المتطرّف. كانت هذه الإغفالات صارخة وغير مفاجئة.

في هذه الأثناء، تحدّث دعاة ترامب الرئيسيون والموالون له بتوافق سريع لاستغلال حادثة إطلاق النار لأغراض قمعية.

نشرت لورا لومر، الناشطة اليمينية المتطرّفة ومستشارة ترامب، أنّ على الحكومة "إغلاق كلّ منظمة يسارية، وسحب تمويلها، ومحاكمتها". وأضافت: "بلا رحمة. يجب سجن كلّ يساري يُهدّد بالعنف السياسي".

ليس هذا وقت تبييض ذكرى رجل بذل، أكثر من أيّ شخص آخر في جيله، جهداً في تجنيد الشباب لقضية القومية البيضاء بطبيعتها العنيفة. إنّ العمل العاجل الذي يتعيّن علينا القيام به هو أن نرعى بعضنا البعض، وأن نحمي الأضعف بيننا، من عالم سيُبنى باسم تشارلي كيرك.

نقلته إلى العربية: بتول دياب.