"طهران تايمز": بضرباته على اليمن وتهديده لإيران.. الوجه الحقيقي لترامب ينكشف

نفّذت الولايات المتحدة ضرباتها ضد اليمن في بداية سلسلة هجمات في عهد ترامب الذي قال إنّه سيعمل كـ"صانع سلام".

0:00
  • "طهران تايمز": بضرباته على اليمن وتهديده لإيران.. الوجه الحقيقي لترامب ينكشف

صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية تنشر مقالاً يتناول الضربات الأميركية على اليمن، ويرى أنّها تأتي خلافاً لوعود ترامب الانتخابية للشعب الأميركي. كما جاء في المقال إنّ التهديدات التي يطلقها ترامب ضد إيران، تشير إلى تلاشي الرغبة الأميركية المزعومة في الدبلوماسية مع طهران.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:

نفّذت الولايات المتحدة ضرباتها على اليمن يوم السبت، مُعلنةً بذلك بدء سلسلة من الهجمات في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي صرّح في خطاب تنصيبه بأنه، على عكس سلفه جو بايدن، سيتصرّف كـ"صانع سلام".

وأدّت الضربات إلى مقتل عشرات المدنيين اليمنيين، بينهم نساء وأطفال. وقالت الولايات المتحدة إنها استهدفت أنظمة صواريخ وطائرات مُسيّرة، ودفاعات جوية، ورادارات، لكنّ اللقطات حتى الآن تُظهر فقط قنابل أميركية تُمطر مجمّعات سكنية.

وبدأت القوات المسلحة اليمنية استهداف السفن المملوكة لـ "إسرائيل" والمتجهة إليها في البحر الأحمر عام 2023، عقب الإبادة الجماعية التي شنّتها "إسرائيل" على غزة. وصرّحت حركة أنصار الله، التي تحكم معظم أنحاء اليمن منذ ثورة أطاحت بالرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من الغرب عام 2015، بأنّ الهجمات جاءت تضامناً مع سكان غزة الذين يُحرمون من الطعام والماء والدواء.

لم تتمكّن أيّ سفينة إسرائيلية من عبور البحر الأحمر خلال الأشهر الـ 19 الماضية، باستثناء فترة وجيزة أعقبت وقف إطلاق النار في غزة في تشرين الثاني/نوفمبر. أعلنت جماعة أنصار الله الأسبوع الماضي أنها ستعاود استهداف السفن الإسرائيلية إذا استمرت "إسرائيل" في انتهاك الاتفاق وحجب المساعدات الإنسانية عن سكان القطاع الفلسطيني الذين يعانون من الجوع والمرض. وتشير التقارير إلى أنه لم يُسمح بدخول الغذاء إلى غزة بعد.

ويبدو أنّ الموجة الأخيرة من الغارات الجوية الأميركية جاءت رداً على تجدد ضغوط اليمن على السفن الإسرائيلية. ففي رسالة على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، قال ترامب إنّ اليمنيين يتعرّضون للقصف لأنهم قتلوا جنوداً أميركيين وحلفاء لهم. كما قال إنه سيواصل قصف البلاد "إلى أجل غير مسمّى" حتى توقف عملياتها في البحر الأحمر. لم يعلّق ترامب على حصار "إسرائيل" لقطاع غزة، ولم يبدُ أنه اعتبر أنّ السماح بتدفّق المساعدات الإنسانية إلى القطاع سيكون أقلّ عبئاً على دافعي الضرائب الأميركيين من نشر أسلحة باهظة الثمن لمهاجمة اليمن. خلال حملته الرئاسية الأخيرة، قال رجل الأعمال السابق إنه سيضع الطبقة العاملة في أميركا في المقام الأول وسيمتنع عن إهدار أموال الضرائب الخاصة بهم.

خرج ملايين اليمنيين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد العربية يوم الاثنين، مؤكدين أنهم سيواصلون دعم الفلسطينيين مهما كلّف الأمر. قال أحد المدنيين: "لسنا خائفين من القنابل والصواريخ. هذا ليس بجديد. ما يهمّنا هو كرامتنا". وأضاف: "لسنا كغيرنا من العرب. أفضّل الموت مع إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين على أن أعيش حياة رغيدة وهم يُقتلون بوحشية".

كانت التظاهرات واسعة النطاق دليلاً على أنّ الهجمات الجديدة لم تُضعف معنويات اليمن. ويقول محللون إنّ مثل هذه التحرّكات من غير المرجّّح أن تُضعف قدراته العسكرية. نفّذ بايدن جولات عديدة من الهجمات على الدولة العربية بمساعدة بريطانيا عندما كان في منصبه، إلا أنّ أنصار الله صعّدوا عملياتهم، وانتقلوا تدريجياً نحو ضرب المواقع الإسرائيلية شديدة التحصين داخل الأراضي المحتلة أيضاً.

الرغبة المزعومة في الدبلوماسية مع إيران تتلاشى

في منشور منفصل على منصته للتواصل الاجتماعي، صرّح ترامب بأنه سيُحمّل إيران مسؤولية أيّ هجمات يمنية على المصالح الأميركية. وكتب يوم الاثنين: "سيُنظر إلى كلّ طلقة يُطلقها الحوثيون، من الآن فصاعداً، على أنها طلقة أطلقتها أسلحة وقيادة إيران، وستُحمّل إيران المسؤولية، وستتحمّل العواقب، والتي ستكون وخيمة!".

وادّعى الرئيس أنّ جميع عمليات الدولة العربية تُدار من قِبل إيران، وهو ادعاء لم يُقدّم أيّ دليل عليه. وقد صرّحت إيران مراراً بأنها تُحافظ على علاقة وثيقة مع جميع قوى المقاومة في غرب آسيا، لكنها لا تملك سلطة عليها.

في حين أنّ الولايات المتحدة تُوجّه اتهامات روتينية لإيران كلما واجهت هجمات من قوى المقاومة، وهي جماعات نشأت على مرّ السنين رداً على الاحتلال والتدخّل الأميركي، فإنّ مجموعة اتهامات ترامب الأخيرة والتهديدات اللاحقة لها تحمل أهمية متزايدة. قبل نوبة غضبه يوم الاثنين، ركّزت جهود الرئيس وتصريحاته العلنية على تحميل قيادة البلاد تداعيات تصاعد التوترات مع إيران، زاعماً أنها تسعى للحرب بينما يُفضّل هو الدبلوماسية.

يطالب ترامب إيران بتوقيع اتفاق نووي جديد معه وتجاهل الاتفاق الدولي الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018.. ويؤكد المسؤولون الإيرانيون عدم ثقتهم بالولايات المتحدة، معتقدين أنّ المفاوضات ستكون عقيمة، بل وضارة بطهران.

وفي أحدث ظهور له كمشجّع متحمّس للدبلوماسية، أرسل ترامب رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، عبر دبلوماسي إماراتي زائر، معلناً عن إرسال الرسالة علناً حتى قبل أن تتلقّاها طهران.

وتشير التقارير إلى أنّ إيران ربما تُعدّ رداً على ترامب. لكن يبدو أنّ الرئيس لم يستطع انتظار الرد حتى يكشف نيّته الحقيقية.

تولّى ترامب السلطة في كانون الثاني/يناير الماضي واعداً بالسلام وإنهاء حروب أميركا. لكن بعد شهرين فقط، أمر بشنّ هجمات على اليمن، وهو الآن يهدّد بمهاجمة إيران، كما يقول أمير علي أبو الفتح، الخبير في الشؤون الأميركية. ويضيف: "بغض النظر عمّن سيصبح رئيساً للولايات المتحدة، فإن الحرب جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأميركية".

نقلته إلى العربية: بتول دياب.