ألواح شمسية خاصة لاستكشاف الفضاء

يعمل علماء روس من المركز الفيدرالي للبحوث الكيميائية الفيزيائية والكيمياء الطبية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم وجامعة الأورال الفيدرالية، على تطوير عناصر شمسية مرنة قادرة على تحمّل الإشعاع الكوني والحفاظ على كفاءتها لفترات طويلة.

  • خلايا بيروفسكايت شمسية  (الصورة من إيكونوميك تايمز)
    خلايا بيروفسكايت شمسية (الصورة من إيكونوميك تايمز)

يطوّر علماء في روسيا ألواحاً شمسية من "البيروفسكايت"، والتي تبشّر بإحداث ثورة في إنتاج الطاقة، حيث تحوّل هذه الألواح ضوء الشمس بكفاءة إلى كهرباء، وهي أخفّ وزناً، وتتميّز بمقاومة عالية للإشعاع، وهو أمر بالغ الأهمية للاستخدام في ظروف الفضاء.

و"البيروفسكايت" هو مادة شبه موصلة ذات بنية بلورية خاصة. اكتُشفت للمرة الأولى عام 1839 وسمّيت على اسم عالِم المعادن الروسي ليف بيروفسكي.

ويعمل فريق البحث الروسي على تحسين المواد لزيادة عمرها الافتراضي ومتانتها في مواجهة الإشعاع الكوني الشديد، وتعدّ خلايا البيروفسكايت الشمسية بديلاً ناشئاً للألواح التقليدية المصنوعة من السيليكون، والتي تهيمن حالياً على أكثر من 85% من السوق.

واليوم، تتجاوز كفاءة ألواح البيروفسكايت 26%، مقاربة تقريباً بكفاءة ألواح السيليكون، إلا أنّ إنتاجها أرخص وأكثر مراعاةً للبيئة.

ومن أبرز عيوبها سرعة تحلّلها تحت تأثير الضوء والأكسجين والحرارة. أما في الفضاء، حيث يغيب الأكسجين وتكون تقلّبات درجات الحرارة قصيرة، فإنّ هذه المشكلة أقلّ أهمية، وتصبح مقاومة الإشعاع المؤين أمراً بالغ الأهمية. هذه الخصائص تجعل ألواح البيروفسكايت واعدة بشكل خاص للرحلات الفضائية، بحسب ما ورد في بوابة روسيا العلمية "سايينتيفيك روسيا".

تطوير عناصر شمسية مرنة

ويعمل علماء روس من المركز الفيدرالي للبحوث الكيميائية الفيزيائية والكيمياء الطبية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم وجامعة الأورال الفيدرالية، على تطوير عناصر شمسية مرنة قادرة على تحمّل الإشعاع الكوني والحفاظ على كفاءتها لفترات طويلة. ومن أهمّ التطوّرات إضافة معدن "اليوروبيوم" إلى المواد، ما يعزّز ثباتها الضوئي ومقاومتها للإشعاع بمقدار 1.5 إلى 2 مرة.

اقرأ أيضاً: الطاقة الشمسية: بديل.. ولكن

يمكن لهذه الألواح العمل من دون تدهور كبير لمدة تتراوح بين سنتين و 3 سنوات، وهو عمر افتراضي مماثل لعمر ألواح السيليكون في ظروف الفضاء.

وتشمل طريقة فعّالة أخرى، الاستبدال الجزئي للرصاص في البيروفسكايت "بأيونات الكالسيوم" و"السترونشيوم" و"الباريوم"، ما يعزّز مقاومتها للضوء وجرعات إشعاع غاما الشديدة.

كما يستخدم إنتاج ألواح البيروفسكايت في روسيا تقنيات طباعة الأغشية الرقيقة الحديثة، المشابهة للطباعة النافثة للحبر، ما يبسّط العملية ويقلّل تكلفتها بشكل كبير مقارنة بتقنيات السيليكون.

اقرأ أيضاً: هل يمكننا حصاد الطاقة الشمسية من الفضاء؟

وتتجلّى مزايا ألواح البيروفسكايت الشمسية للفضاء بوضوح: كفاءة عالية، وزن خفيف، قدرة تحمّل محسّنة للإشعاع، وتكاليف تصنيع أقلّ، وتواصل فرق البحث الروسية اختبار هذه التقنيات وتحسينها، استعداداً لإطلاق أوّل ألواح البيروفسكايت في الفضاء خلال بضع سنوات، ما قد يعزّز مكانة روسيا في تكنولوجيا الفضاء والطاقة المتجدّدة.


 
 
 

اخترنا لك