قضية جمع "الشاباك" معلومات عن بن غفير تُشعل "الكابينت"
الأوساط الإسرائيلية تشهد توترات وانقسامات حادّة بين المؤسستين السياسية والأمنية في أعقاب قرار إقالة رئيس "الشاباك" رونين بار، ومشادّات كلامية وانتقادات حادّة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
-
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (أرشيف)
تشهد الأوساط الإسرائيلية توترات وانقسامات حادة بين المؤسستين السياسية والأمنية، وذلك في أعقاب قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إقالة رئيس "الشاباك" رونين بار، والآلية التي يعتمدها في التعامل مع ملف الأسرى.
وفي آخر التطوّرات في هذا السياق، اندلعت مواجهة عاصفة خلال جلسة المجلس الوزراء المصغّر - "الكابينت"، بعد أن تلقّى وزير "الأمن القومي"، إيتمار بن غفير، تقريراً من مستشاريه، يكشف أنّ رئيس "الشاباك" المُقال رونين بار، أمر بجمع معلومات ضدّه.
وقد أثار الكشف الذي نشره الصحافي، عاميت سيجل، في "القناة الـ12" الإسرائيلية، ضجة كبيرة في الكابينت مساء الأحد.
وتوجّه بن غفير إلى بار بالقول: "أنت كذّاب، مجرم يتجسّس على المستوى السياسي"، فيما نفى رئيس "الشاباك" الاتهامات وردّ: "كذب، لم أصدر أبداً أمراً بالتحقيق ضدّك".
ونقل الإعلام الإسرائيلي أنّ بن غفير هاجم بار أيضاً قائلاً إنّه "خطر على الديمقراطية، ومكانه في السجن الانفرادي بتهمة محاولة تنفيذ انقلاب".
ونقل مراسل "القناة الـ12"، نير دفوري، أنّ رئيس الموساد ورئيس الأركان حاولا الفصل جسدياً بين بن غفير وبار، ناقلاً عن أحد الحاضرين قوله إنّ "الأمر بدا كما لو أنّ بن غفير كان على وشك خنق رئيس الشاباك".
لكن سرعان ما نفى مكتب وزير "الأمن القومي" "أيّ تصريح يلمّح إلى مواجهة جسدية في الغرفة بين بن غفير ورونين بار"، معتبراً أنّ مثل هذه الأخبار "تهدف إلى التضليل".
وأوضح المكتب أنّ بن غفير، "انتقد بشدة، بل ورفع صوته ضدّ رونين بار"، قائلاً إنّه "مجرم قوّض أسس النظام"، فيما جلس في الجانب الآخر من قاعة الاجتماع، بعيداً عن بار.
وفي هذا الإطار، ذكرت قناة "إسرائيل نيوز"، أنّ العلاقات العملية تبدو على هذا النحو: "رونين بار موجود في جلسة الكابينت ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لا يتطلّع نحوه، ووزير الأمن القومي يهدّد بوضعه في الزنزانة، ورئيس الشاباك المُقال يخشى من إخراجه للإعدام".
وتعليقاً على هذه التوترات التي تشوب حكومة نتنياهو، قال رئيس "معسكر الدولة"، بني غانتس، إنّ "أمن إسرائيل في خطر بسبب الانقسام الداخلي"، مؤكّداً أنّ "ما يحدث هنا هو بمثابة تمهيد للكارثة المقبلة".
وأضاف غانتس أنّه "بدلاً من الاستفادة من دعم البيت الأبيض، فنحن نقوم بتفكيك البيت"، متوجّهاً إلى نتنياهو بالقول: "اخرج من الحوض".
ولم تقتصر الانتقادات لرئيس الحكومة وسياساته على هذا النحو، بل هاجم عضو "الكنيست" ورئيس الأركان السابق، غادي آيزنكوت، نتنياهو أيضاً، متوجّهاً إليه بالقول: "إنّ إسرائيل تحت قيادتك تخوض حرباً بدأت بالحدث الأخطر في تاريخها، والذي وقع تحت مسؤوليتك المباشرة، وهي لا تحقّق أهداف الحرب".
وتابع إيزنكوت أنّه "بينما يؤيّد معظم الإسرائيليين العودة الفورية للأسرى ومواصلة الحرب الحاسمة على الإرهاب حتى هزيمته، فإنّ الحكومة تركّز على القتال ضدّ حرّاس البوابة والقضاء".
بدوره، قال وزير الاتصالات شلومو كرعي: "نحن في حرب وجودية مستمرة، وقد زادت وتيرتها في السنة ونصف السنة الأخيرة"، بينما أكّد العميد احتياط، اساف أجمون، جدّ جندي قتل في لبنان، أنّ "نتنياهو هو أكبر ظالم".