أفراح مدميّة.. الاحتلال يحرم الغزّيين من الاحتفال بعيد الفطر

لا فرحة في استقبال عيد الفطر في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع وتشديد الحصار عليه، فمنذ بداية شهر رمضان لم تدخل المساعدات والمواد الغذائية، مما حرم السكان من شراء الأغذية وكسوة العيد لأولادهم.

0:00
  • أفراح مدميّة.. الاحتلال يحرم الغزّيين من الاحتفال بعيد الفطر
    أفراح مدميّة.. الاحتلال يحرم الغزّيين من الاحتفال بعيد الفطر

انتهى شهر رمضان المبارك واستقبل أهالي غزة عيد الفطر السعيد، وهما المناسبتان اللتان قتل فرحتهما الاحتلال الإسرائيلي لدى الغزّيين، مع حصاره المطبق والمشدد على القطاع. 
 
فمنذ أول أيام الشهر الفضيل، أغلقت سلطات الاحتلال جميع معابر القطاع، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية، ودفعت السكان نحو وضع إنساني هو الأسوأ على الإطلاق، ما جعلهم على شفا المجاعة والفقر المدقع. 
 
فرمضان المعروف بسفرته العامرة وجمعه للعائلات والأحباب، لم يكن كذلك هذا العام، إذ منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال جميع أصناف اللحوم والدجاج إلى القطاع، وأجبر السكان على تناول المعلبات الغذائية التي شحّت من الأسواق بعد أيام قليلة من إغلاق جميع المعابر.
 
ولم يكتفِ الاحتلال بمنع إدخال المساعدات والأغذية إلى غزة؛ وإنما استهدف وبشكل متعمّد 26 تكية خيرية تقوم بإعداد الطعام لسكان الخيام ومراكز الإيواء، وقصف 37 مركزاً لتوزيع المساعدات الإنسانية، بينها مراكز تابعة للأمم المتحدة.

أوضاع سيئة

ويفيد خليل أبو هلال، أن "شهر رمضان الحالي هو الشهر الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى سكان غزة، الذين كانوا يواجهون صعوبات بالغة في توفير الطعام"، لافتاً إلى أن العائلات حرمت من إعداد موائد الإفطار.
 
ويقول أبو هلال، لـ"الميادين نت"، إن "الحصار الإسرائيلي الخانق والذي تزامن مع موجة نزوح وتهجير لآلاف السكان حرم الجميع من الجمعات العائلية على موائد الإفطار، كما أن السكان لم يحظوا بفرصة لإعداد تلك الموائد كما في السابق".
 
ويشير إلى أن "الجميع حرم من توفير الأكل الصحي، ولم يجد السكان على موائد الإفطار الدجاج أو اللحوم بسبب منع الاحتلال إدخالها إلى القطاع"، مشدداً على أن ذلك إحدى سياسات الاحتلال للضغط على القطاع ودفعهم نحو الهجرة إلى الخارج.
 
ويضيف: "عشنا أسوأ الأيام خلال رمضان ونستقبل ليد فطر حزين للغاية، في ظل عدم قدرتنا على شراء أي من احتياجاته سواء الملابس أو حلوى العيد، أو حتى إعداد الكعك الخاص بهذه المناسبة الدينية"، مشيراً إلى أن الاحتلال تعمّد حرمان السكان من طقوس رمضان والعيد.

لا حلوى للعيد

وبالرغم من انتهاء اليوم الأول لعيد الفط؛ إلا أن أحمد الزاملي ظل متمسكاً بأمل أن يتمكّن من إدخال الفرحة على قلوب عائلته وأطفاله، أو على الأقل تغيير أجواء الحزن والأسى خلال أيام عيد الفطر القليلة.
 
وتحول قلة حيلة الزاملي وعدم امتلاكه المال بعد أن تسبب إغلاق المعابر وشحّ البضائع بتوقفه عن العمل في بيع السلع الغذائية من تحقيق أحلام أطفاله بشراء كسوة العيد أو الحلوى الخاصة بهذه المناسبة، معبّراً لـ"الميادين نت" عن حزنه الشديد من جراء ذلك. 
 
ويؤكد الزاملي، أن "الاحتلال بحصاره المطبق على غزة والذي تزامن مع بداية شهر رمضان تعمّد قهر السكان والضغط عليهم للتماهي مع أي مخطط للتهجير"، مشدداً على أن "ذلك حلم بعيد المنال للاحتلال الإسرائيلي وأعوانه".
 
ولفت إلى أنه "بالرغم من عدم توفر الطعام والدواء وعدم قدرة جميع السكان على إدخال البهجة على عائلاتهم؛ فإن كل فلسطيني حر يرفض التعاطي مع مخططات الاحتلال أو التنازل له مهما كان الثمن".

أسواق تخلو من الأغذية

وتتزايد المجاعة في غزة يوماً بعد يوم مع استمرار الاحتلال إغلاق المعابر، وتخلو الأسواق من أي مظاهر للبهجة والفرح، بالرغم من سعي عدد قليل من السكان لخلق أجواء العيد، وفق ما يقول محمد سرحان لـ"الميادين نت".
 
سرحان الذي اضطر للاستدانة من أجل شراء بعض الحاجيات لطفليه، وكميات قليلة من حلوى العيد، يشير إلى أن الفترة الحالية هي الأسوأ على الإطلاق منذ اندلاع حرب الاحتلال على غزة، وهو الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية.
 
ويضيف: "هذا لن يحول دون صمودنا وبقائنا في أرضنا، ولن نقبل أن يكسر الاحتلال شوكتنا، ونأمل أن يأتي رمضان المقبل والأوضاع في غزة أفضل بكثير مما هي عليه الآن"، مؤكداً أن الجميع يقف خلف المقاومة ومصرّ على الصمود برغم المآسي. 
 
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن "إغلاق معابر قطاع غزة يدفع بالأوضاع نحو كارثة غير مسبوقة تهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني، لافتاً إلى أن الاحتلال يتعمّد دفع القطاع نحو أكبر كارثة إنسانية وغذائية وصحية. 
 
وبيّن المكتب، أن "إغلاق المعابر تسبب في انعدام الأمني الغذائي وفقدان 85% من السكان المصادر الأساسية للغذاء، خاصة مع توقف التكيات الخيرية والمساعدات الغذائية، فيما خلت الأسواق من السلع التموينية.
 

اخترنا لك